في حضرة الخفر

غَيْداقَةٌ كالرُّؤى والحُسْنُ مِئْزَرُها

سَبَتْ فؤادي وخَطَّتْ في الهَوى قَدَري

نورُ المُحيّا كما الينبوع من فلقٍ

قَدْ حلّ منبثقاً من هَجْعةِ السّحَرِ

النّورُ روضتُها والطّهرُ ديدنُها

كأنها ملَكٌ في هيئةِ البَشَرِ

وصوتُها نغمٌ يسري به هدلٌ

تَشدو بِبَحَّتِه أُهْزُوجَةُ السَّمَرِ

أنفاسُها كَخُزامى من لُمى انْتَشَرتْ

لها انْحَنَتْ سامقاتُ الروضِ والزّهَرِ

وتحتَ ناعِسِ رِمشٍ خَدُّها نضِرٌ

يَحْمرُّ مِن خَجِلٍ إن جَاسَهُ نَظَري

تمشي بدربي وليلُ الشَّعرِ يتبعُها

وتومِئ الرأسَ عَنّي تَتَّقي وَطَري

وأبْلَجُ المْهْوِ مفتانٌ بِبَسْمَتِها

بَرَدٌ مُقيمٌ بِفيها فَرّ مِنْ خَفَرِ

وفي العُيونِ أقامَ السِّحْرُ مَمْلَكَةً

تُراودُ الطّرفَ آياتٌ مِنَ الحَوَرِ

تَضَوّعَ العِطْرأنساماً بِنَكهَتِها

خَوْدٌ ، رَمَتْني وأفْشَت في الهوى خَبَري

ميَّادَة القَدِّ كالألحانِ في نَغَمٍ

غيداءُ عاتِكَةٌ تَخْتالُ في خَدَرِ

استعْطفُ البوحَ شِعراً كَيْ أرتّلهُ

لحناً يُكفْكِفُ دمعاً نزَّ مِن وَتَري

بأيِّ وعيٍ أصوغُ الحَرفَ مُتْعِبَتي

وقَدْ رماني الجَوى في لُجَّةِ الخَوَرِ

لا تَعْذلوني فَإني مُدْنَفٌ وَلِهٌ

إنَّ الكَرى فرَّ مِنْ لَيلي ومِنْ سَهَري