لا غبطة يجتبيها الشعر

أنا القصِيدُ ومَتْني حِبرُهُ الوجَعُ

في كُلّ بيتٍ عويلٌ قَدَّهُ الهَلَعُ

أنا السّليلُ لإرث غاب من أزلٍ

كان الأثيلَ بأرضٍ أهْلُها سَطَعوا

سَماؤُنا حَبِلَت مِنْ فُجْرِ مُغْتَصِبٍ

وأرضُنا عَنوةً تُسْبى وتُنْتَزَعُ

صِرْنا مَطايا ولمْ تَنْهَضْ عَزائِمُنا

أشْتاتُنا اعْتَلَجَتْ عاثَتْ بِها الشِّنَعُ

غابَ الرَّجاءُ بغِربيبٍ بهِ هَجَعَت

عَيْنُ الأماني لعُربٍ فأْلُهُمْ شِيعُ

يا وَيحَ نائِحةٍ نادَت عَلى عَرَبٍ

شَراذِمٍ وفُرادى هاجَهَم فَزَعُ

ناحَ الرَّويُّ على أطْلالِ عِزّتِنا

إنا غُثاءٌ بِهَ قَدْ ضاقَتِ الشِّرَعُ

قومي تنحّوا عَنِ الأمْجادِ وانْدَحَروا

لا غِبْطةٌ يَجْتَبيها الشِّعْرُ مُذْ خَنَعوا