مفقود

يا جابرَ العثراتِ يكْفي لا تَزِدْ

فبناتُ صَدرِك في الحنايا تحتشِدْ

كَثُرَ الشُّكَاةُ وأنتَ تُطْرِقُ سامعاً

تَطْوي شَكاتَكَ كَيْ تلاقي ما يَرِدْ

ما عُدْتَ تَقْوى أنْ تَظَلَّ مُواسِياً

والرُّوحُ فيكَ مِنَ النّوائِبِ تَرْتَعِدْ

تَمْتَصُّ أوْجاعاً تفرعن رَوْعُها

والحلمُ ممهورٌ بِنزفٍ مُسْتَبِدْ

إنّ الرّزايا قَدْ تَكاثَرَ نَسْلُها

وتَجَمَّرتْ في قَبْوِ روحِكَ تَتَّقِدْ

وإذا طَوَتْكَ غَياهِبٌ في جُبِّها

لَمْ تُفْتَقَدْ قَدَرٌ قَضى أنْ تَفْتَقِدْ

كَمْ فَرَّ مِنْكَ السَّعْدُ مَذْعوراً كَما

ظَبْيٍ مِنَ الصيَّادِ ذُعْرًا يَبْتَعِدْ

مُذْ جَرَّعَتْكَ كُؤوسُ لَيْلِكَ عَلْقَماً

وَسُيوفُ وَيْلاتِ النّوى لَمْ تَنْغَمِدْ

مَنْ يا تُرى يُصْغي لِدَمْعِكَ إنْ هَوى؟

مَنْ ذا يُجيرُكَ مِنْ صَقيعٍ يَطَّرِدْ ؟