من بيان سجرا

هيّا اقترفْ سحراً حلالاً أنضرا

ثُمّ اسقِنا من ضاد شِعرِكَ كَوْثَرا

يعْلو القَريضُ تَواضُعاً وَتَرفُّعاً

إنْ قيلَ في حُسْنِ النَّوايا أمْطَرا

إنَّ التَّفَيْهُقَ في الكَلامِ نَقيصَةٌ

فارأفْ به إياكَ أنْ تَتَصَحَّرا

كَثُرَ الّذينَ ” تَشَعْوَروا ” في غَفلةٍ

ذَهَبَتْ بِهِمْ أفْواههم تَحتَ الثَّرى

أوَ يُرْتَجى مِن قابعٍ سَبْرُ العُلى ؟

إنَّ العُلى لا تَرتضي مَنْ أقْفَرا

الشِّعرُ نورٌ في مَجَرَّاتِ السَّنا

طوبى لشعرٍ من بيانٍ سُجِّرا

طابَتْ مَعانٍ حَفَّها سِحْرُ النّدى

والحرفُ فيضٌ من بديعٍ قُطِّرا

في بعضِ بعضِ الشعرٍ سحرٌ يُقتفى

فتراقَصي يا ضادُ واعْتَنِقي الذُّرَى

عاشَتْ على وَهَجِ الحُروفِ قَصائدي

وتمايلَ المعنى النبيل فأزْهَرا

فهَتُون قَوْلي سامقٌ وإنِ انحنى

والشِّعرُ مِن حرفي تفجَّرَ مُبْهِرا