لله من جفن هملن دموعه

للهِ من جَفْنٍ هَمَلْنَ دُموعُهُ

وجَريحِ قلبٍ لا يَقَرُّ وُلُوعُهُ

وكَئيبِ فكرٍ ذاهِلٍ عَبَثَ النَّوى

بشؤونِهِ وطَفَتْ عليه جُموعُهُ

وعَليلِ جسمٍ قد أُذيبَ تلَهُّفاً

لحِمًى تَريضُ العارِفينَ رُبُوعُهُ

يا من سَهِرْتُ لكُمْ بغَلْغَلَةِ الدُّجا

حتَّى من الفجرِ اسْتَفاضَ طُلُوعُهُ

وبكيْتُ أَشْجاناً لطلعَةِ بدركُمْ

يومي وحُنْدُسُهُ نُشِرْنَ فرُوعُهُ

وذَهِلْتُ لا نُطقي تُدارُ حُروفُهُ

بفَمي ولا صوتي يَجولُ شُرُوعُهُ

شيءٌ ولكنْ لم يُرَ منظورُهُ

حُزناً ولم يُسْمَعْ جَوًى مَسْمُوعُهُ

قد دَقَّ عن نسجِ الخَيالِ وفوقَ ما

في النَّارِ حرًّا ما تُكِنُّ ضُلُوعُهُ

عَجَباً هل الأيَّامُ ترحَمُ حَنَّهُ

وهِلالُكُمْ يُجلى إليه سُطُوعُهُ

ويَلوحُ في سُجُفِ الجَلالِ مُقَنَّعاً

وعليه من بُرْدِ الجَمالِ دُرُوعُهُ

ليعودَ ميِّتُكُمْ بلمعَةِ أُنسِهِ

حَيًّا ويُحْيي العاشِقينَ رُجُوعُهُ