أجل نظرا في الكائنات ترى العجب

أجل نظراً في الكائنات ترى العجب

فسبحان من أقنى وأغنى بلا سبب

له الحكم يمضي ما يشاء بعدله

على نسق تجري الشؤن كما كتب

فإن سلب استسلم لما شاء راضياً

ورح شاكراً آلاءه البيض إن وهب

ولا تك في ضيقٍ إذا ساءك امروءٌ

قريبٌ فقد آذى النبيَّ أبو لهب

ولا تضجرن إن سامك الضيم عاجزٌ

فقد سامت المختار حمالةُ الحطب

وإن طاشت الأعداءُ فاصبروا بما ال

مجنُّ التوى في راحةِ الخصم وانقلب

وسلم إلى الله الأمور ولا تزغ

وقف قانتا برّاً على ساحل الأدب

واياك أن تحزن لدنياك إذ وهت

فمهما علت مضمون غايتها التعب

ولا تك ذا بخلٍ إذا هي أقبلت

وكن وسطاً واحذر ملامسة الريب

ودع عنك قيد الحقد واصفح وإن بغى

عليك أخو حقد فدعه وما اكتسب

وإن أنت دافعت الحسود بحجةٍ

فلا تعد والجبار يخذلُ من كذب

ولا تبغِ غير الله عوناً بفادحٍ

وابشر فإن الله يغلب من غلب

ولا تر تأثيراً فانٍ فكم وكم

بطرفةِ عين راح يطلبُ من طلب

وثق بالإله الخالق الفرد مخلصاً

وأفرده بالتوحيد جلَّ كما وجب

فلو كان رباً غيره فسد الذي

تراه وحكم النظم عن وضعه ذهب

فلا تخش إلا الله إن كنت مؤمناً

وإن هاج من بالوهم علته الكلب

وقل لصنوف المارقين تحزَّبوا

على زوركم واستحلقوا الرأس بالذنب

زعمتم لكم فعلا خسئتم بغيكم

ستصرعكم آيات ربي ولا عجب

وتبرز أسرارٌ وتجلى حقائقٌ

ويضلعُ دون الحمر من مسَّه القتب

وينصرُ ربي ناصريه بباهر

من المدد الغيبي يقعد من وثب

فنم بظلال الوهبِ يا خلِّ آمناً

بربك واطرح زعم من ربُّهُ الذهب