أنا مذ نشأت بسيبكم مغمور

أَنَا مُذْ نشأْت بِسيْبِكم مَغمورُ

وجنَابُ رَبْعى بالرِّضى مَعْمورُ

ومدائحٌ فيكم وفي أَسْلافكم

تُتْلى عليكم رَقُّها مَنشورُ

أَبعلرب الشهم الإمامُ المرتضى

والصارمُ العَضْب الفتى المنصورُ

مَن قال فيك المدح غير مُدَلِّسٍ

فهو المحقُّ وسَعيه مشكورُ

من أين يبلغ كُنْهُ وصفِك في العُلاَ

والمجدُ شعرٌ كله تَقْصِيرُ

إنى لأقصر إن أجبتك مادِحاً

ولو أن نظمى لُؤْلُؤٌ منَثُورُ

لكن أتيتك طالباً عفْواً لِمَا

قصرتُ في مدْحى وَأَنت غفورُ

يا مالكَ الأملاكِ أنت وليُّنَا

فاغفر لنا إنا إليك نصيرُ

أَفْحَمْتنى حتى تحيَّر خاطِرى

وأنا الفصيح بما يُقالُ بصيرُ

عَطفاً لشاعِرك الذى قربتُه

يا ناصرى مالى سواك نصيرُ

فعلَىَّ أنْ أهدى إليك مدائحاً

يلقاكَ منها نضرةٌ وسُرُورٌ

لا زِلْت منصور الكتائِب راقياً

دَرَج السعادةِ لا عَرَتْكَ شُرُورُ

إن شِئت أمراً كان أسرع كائن

أو لم تَشأ يجرى به تقديرُ

ومن العَجائِب بذْلك الأموال لا

تكييفَ يُحْصِيها ولا تَقْدِيرُ

لم أدر كيف أقولُ في مَدْحِى لكم

ولو أنّ قلبي للقريض بُحورُ

كلُّ الأمور وإنْ تقَادم عهدها

مِن عصرها إلا إليك تَحورُ

سبحان مَنْ سَوَّاك خَلقْاً فالذى

يَحْوِيه نَحْرُك ما حَوَتْهُ نحورُ

غادرتَ عجل أُولى الضلالةِ خَاسِئاً

بشَبَا حُسام العدل ليس يَحورُ

أَنت المليكُ العدلُ لكن كفَّك

اليُمْنى على بِدَرِ اللجين تجورُ

كم مقترٍ أنضَى إليك ركابه

أضْحَى وباعُ الفقر عنه قصيرُ

أنا شاكرٌ لك ما حَييت وذاكرٌ

فالُحر للحرّ الكريم شَكُورُ

وارقَ العُلَى وابْق البقاءَ ودُمْ وعِشْ

عمراً وأنت بما تَرَى مَسرُورُ