سرى الطيف من لبنى فهاج الضنى وهنا

سَرَى الطَّيفًُ مِن لُبنَى فَهَاجَ الضَّنَى وَهنَا

وغَادَرَ مَسقِيَّ الهَوَى لِلهَوَى رَهنَا

فَبَاتَ بِقَلبٍ خَافِقٍ وبِمُقلَةٍ

سَكُوبٍ يُحَاكِى وَدقُ أدمُعِهَا المُزنَا

وجَفنٍ كَأنَّ الصَّابَ في حِضنِ عَينِهِ

يُهَجهِجُ طَيفَ النَّومِ إِن طَرَقَ الجَفنَا

فَبَاتَت أكُفُّ الوَجدِ تَمرِى شُئُونَهُ

إِذَا الدَّمعُ مِن شَانٍ تَقَضَّى امتَرَت شَأنَأ

لأشعثَ أغفي بَعدَما سَئِمَ السُّرَى

وانضَى الهِبَلَّ الوَهمَ والعِرمِسَ الوَجنَا

بِمَوزُونَةِ الوَهدانِ في العينِ والرُّبَى

بِها الكُدرُ عَن إتيَانِ أفرُخِهَا تُثنَى

إِذَا رَجَّعَ الفَيَّادُ لَحناً بِجَوزِهَا

تُجَاوِبُهُ أصداؤُهَأ ذَلكِ اللَّحنَا

فَواعَجَباًَ أني اهتَدَت لِرِحَالِنَا

وقَد ألحَفَ اللَّيلَ البَهِيمَ الدُّجىَ رُدنَا

وعَهدِى بِهَا إِن تَخطُ صَرَّعَها الوَنَى

فَيَحبِسَهَا عَن بَيتِ جارَتِهَا الأدنَى

أَلَمَّت فَبَتَّت نَظمَ صَبرِى وأحكَمَت

نِظَامَ الجَوَى لُبنَى وهيَّجَتِ الحُزنَا

فَبَاتَت تُرِينِى الشَّمسَ واللَّيلُ أليَلٌ

وأليَلَ قَد غَشَّت غَدَائِرُهث المَتنَا

وأحوَرَ فَتَّاناً أعَدَّ بِسِحرِهِ

خَطَاطِيفَ للأَلبَابِ تَجدِ بها حِجنَا

وجِيدَ خَذُولٍ مُطفِلٍ وتَرَائِباً

يَفُصنَ كَأنَّ جَمرَ الغَضَاهُنَّ إِذ فُصنَا

وألمَى شَتِيتًَ النَّبتِ عَذباً مُؤَشَّراً

كَنورِ أقَاحِى الرَّوضِ مُطلُولَةٍ حُسنَا

وكَشحاً طِوَاءً لَيِّنَ اللَّمسِ مُونِقاً

غَدَا كُلُّ عُكنٍ مِنهُ مُشتَكِياً عُكنَا

وَرِدفاً كَمَمطُورِ النَّقَى ومُذَالاً

سَقِيًّا كَانَ لِلحِجلِ مُستَبطِنٌ ضِغنَا

إِذَا مَا تَثَنَّت في الخَرَائِدِ خِلتُهَا

مِنَ ألبَانَةِ الخَضرَاءِ مَيَّادَها اللَّدنَا

فَقُلتُ لَهَا لا تَتركِينِي مُسَهَّداً

عَمِيداً مَشُوقَ القَلبِ حَيرَانَ آي لُبنَى

ألَمَّت فَهَبَّ الرَّكبُ مِن سِنَةِ الكَرَى

وَوَلَّت فَهَدَّت مِن تَصَبُّرِهِ الرُّكنَا

فَقَالَت لِى إجعَل مَا لامِينَ مُيَمَّماً

تُصَادِف لدَيهِ اليُمنَ والعَدلَ والأمنَا

فَقُلتُ وافَاه وَفدٌ بِذَمِّنَا

وأحجُوهُ لَم يَبرَح يُعَنِّفُ إِن جِئنَا

فَقَالَت جَهِلتَ الأمرَ وَيحَكَ إِنَّهُ

خًذُوفٌ لِتَرفِيشِ الأُلَى أُشرِبُوا الشَّحنَا

وأحنَآ على الغِيابِ مِن أُمَّهَأتِهِم

فَهُوَّ الإِمَامُ الأَعدَلُ الأرأفُ الأحنَى

نَسِيرُ بِهِ في كُلِّ أرضٍ نَؤُمُّهَا

ونَرجِعُ مِنهَا آمنين إِذَا أُبنَا

وكَانَ إِمَاماً مَاجِداً مُتَرَقِيًّا

مِنَ المَجدِ صَعبَ المُرتَقَى مُشرِفاً رَعَنا

تَرَقَّى ِإلَى العَليَا عَلَى نُجبِ عَزمِهِ

وقَاسِي عَلَى إِدرَاكِهَا السَّهلَ والحَزنَا

فَمَا بَرِحَ الجَوَّابَ كُلَّ تَنُوفَةٍ

إلَيهَا إلى أن نَالَهَا أستَعذبَ المَهنَا

كَأنَّ السُّعَاةَ المَجتوي قَرقَفَ الكَرَى

إلَى المَجدِ ألفَاظٌ وهوَ لهَا مَعنَى

إيَاسِىُّ مَقلٍ حَاتِمِىُّ نَوَافِلٍ

فَلَم يَخشَى سَبقاً في المَعَالِى ولاَ غَبنَا

أيَا ما الأمِينُ المَجدُ سَيفٌ مُهَنّدٌ

ولَيسَ لَهُ جَفنٌ وكُنتَ لَهُ جَفنَا

سَخَاؤُكَ أفنَى كُلَّ مَا أنتَ كَاسِبٌ

ولَكِنَّهُ أبقَى مَحَامِدَ لاَ تفَنَى

مَحَامِدَ أعيَا اللُّسنَ إحصَاءُ بَعضِهَا

ولاَ غَروَ إِن أعيَت مَحَامِدَكَ اللُّسنَا

فَقَد كُنتَ مَغنَاطِيسَ كُلِّ مَسَرَّةٍ

ومن كُلِّ مَا يَدعُو إِلَى كَدَرٍ حُصنَا

وقَد كُنتَ جَالَينُوس كُلِّ مُلِمِّةٍ

مِنَ الدَّاءِمَا اسطَاعَ الأُسَاةُ لَهَا زَينَا

ومَلجَأنَا عِندَ الشَّدَائِدِ إِن دَهَت

ومَأمَنَنَا عند المَخَاوِفِ إن خُفنا

فَرُبَّ امرِىءٍ فَرَّجتَ عَنهُ هُمَومَهُ

واطلَقتَهُ مِن بَعدِ ما استَوجَبَ السَّحنَا

ورُبَّ عُرَاةٍ كُنتَ غَيثَ جُسُومِهَا

فَأمرَعتَها الدِّيبَاجَ والعَصبَ والقُطنَا

وكًم وَهَبَت يُمنَاكَ ألفاً مُصَتَّماً

وكَم أعمَلتَ لُدناً وكَم نَحَرتَ بُدنَا

فَيُمنَاكَ مِنهَا اليُمنُ كَانَ إشتِقَاقهُ

ويُسرَاكَ مِنها اليُسرُ يُسرَاكَ كَاليُمنَى