رقاب العقل إن لنا ولوعا

رِقَابَ العُقلِ إِنَّ لَنَا وُلُوعَا

بِجِيرَتِكُنَّ مِن مَآقِيهَا الدُّمُوعَا

وَذادَ عَنِ الجُفونِ النَّوم شَجوي

وَأَجرَى مِن مَآقِيها الدُّمُوعَا

وأوقَدَ في الجَوَانِحِ نَارَ شَوقٍ

تُذَكِّرُنَا المَغاني والرُّبُوعَا

وأطلاَلاً حَوَالَيكُنَّ كُنَّا

نُغَازِلَ بَينَها الرَّشَا المَرُوعَا

فَيرمِينَا فَيًَصرَعُنَا بِعَيني

مَهَاةٍ مُطفِلٍ وَقتَا الهُجُوعَا

ونَغمَةٍ شَادِنٍ أحوَى صَرِيعٍ

تَرَى الوَرِعَ الحَلِيم لَهَا صَرِيعَا

عَواذِلَنَا المَلامَةَ ما استَطَعتُم

فَمَا كَانَ الشَّجِىُّ لَكُم مُطِيعَا

وإِنَّا قَد عَلِمنَا أنَّ رُشداً

جُمُودُ الدَّمعِ لَكِن ما أُستُطِيعَا

تَدَرَّعنَا عَنِ الفَتَيَاتِ لَكِن

قَنَا الألحَاظِ أنفَذَتِ الدُّرُوعَا

ورُعنَا كُلَّ مَن يَهوَى ورُغنَا

وأَبدَينَا التَّصَوُّفَ والخُشُوعَا

فَلَمَّا أن دَهَانَا الوَجدُ صَرنَا

كَأنَّا لَن نَرُوغَ ولَن نَرُوعَا

ورُمنَا خِيفَةً مِنهُنَّ سِلماً

فَأرسَلنَ الغَدَائِرَ والفُرُوعَا

واقسَمَتِ الغَدَائِرُ والثَّنَايَا

عَلَى أن لاَ نَلُوغَ ولَن نَلُوعَا

فَلَمَّا أن رَأينَ أبَنَّ فِينَا

هَوَاهُنَّ المُبِيدَ المُستَشِيعَا

لَعِبنَ بِنَا وقُلنَ لَنَا خَسِرتُم

أجَبتُم دَاعِىَ الغَىِّ السَّمِيعَا

كذَاك الحُبُّ يَسهُلُ في ابتِدَاهُ

ويُلفي بَعدَهُ شَجَناً شَنِيعَا

وَيدخُلُ كَيِّساً واذَا تَرَقَّى

تَعَنَّفَ لاَ شَفِيقَ ولاَ شَفِيعَا

سَأَطوي البِيدَ قَاصِدَهَا بِوَهمٍ

يَبُذٌّ الصَّعلَ عَدواً حِينَ رِيعَا

نَمَتهُ شَدَ قمِياتٌ هِجَانٌ

وقَد كَانَ الجَدِيلُ لَهَا قَرِيعَا