كثر الملام ولم أك لأواري

كثر الملام ولم أك لأواري

ما في الحشا من زفرة وأوارِ

رامَ العَواذِلُ أن أوراي لوعتي

بعد الوقوف على ديار نَوَارِ

إن الوقوف بهن شب زوافرا

بين الجوانح والدموع جَوَارِ

دورٌ اثرن بلابلا ومدامعا

فالقلب يغلي والدموع جَوَارِ

دورٌ تعاورها الرياح عَوَاصِفاً

والوَاكِفاتُ غوادياً وسَوَار

وتوالفت فيها الظباء فلا ترى

فيهن غيرَ نعامة وصَوَارِ

وتغيرت إلا رمادا حَولَه

سُفعٌ ثُلاَثُ ركدٌ وَأوَارِى

إني عهدتُ بذى الدور خريدةً

بيضاءَ مِلءَ خلاخلٍ وسِوَارِ

عذراءَ ناعمةً غضَيضاً طرفُها

تمشى الهوينا في جِوَارِ جَوَارِى

قد اذكرتني إذ بدت وتبسمت

روضا تفتق نَورُه وَدَرارِى

والدعصَ والفَنَنَ النضيرَ وظلمة ال

لَيل البهيمَ وبهجةَ الأقمَارِ

والصرخدَّيةَ والشِّهادَ مشعشعاً

وهبوبَ مسكٍ فائحِ وصَوارِى

أمليحةَ الدَّلِّ امنحيني ألفةً

لاتحدثى صرمى وبعد مزارى

وترفقي بي واذكري ما يعتري

قلبي من الهيمان والتذكارِ

لا تتركيني في دياركِ مثلما

تُرِكَ الفويسقُ ضَائِعا في الدار

من سوء عشرته وقلة نفعه

لِبنَاتِه ولكثرة الأَضرار

فسعى إلى قوم غدا جارا لهم

متطفلا تبا له من جارِ

وبنى بهم بيتا كبيت العنكبو

ت خلا من الأصواف والأوبارِ

مازال يسبح في بحار مذمة

متبرءاً من شيمة الأحرار

متقفيا نهج المريد وحزبه

متوليا عن منهج المختار

متوشحا حزف الخسائس كلها

متسربلا متضلعا منعار

متجنبا للمكرمات حاقدا

نَكِداً حقيرَ الجاه عند البارى

يغدو ويسرى في الضلالة بانيا

بنيانَها بدعائم وسَوَار

ما صام في رمضان قط وما انثنى

عن ذات حَيضٍ فيه شَدَّ نهار

وسطت على خطراته غفلاتُه

فغدا خبيث النطق والإضمار

قرد قبيح قارح كلبُ الهري

رِ مغللُ الأنياب والأظفار

إنَّ رَآءَ صانعَ جفنةٍ حَكَّ أُستَهُ

وأتاه يسأله عن الأخبار

والبطن بطن سفينة والدين دِي

نُ سفاهةٍ والعقلُ عَقلُ حمار

يا ساعيا في الفحش يا متبلدا

عند الوغى يا أحمقَ الأغمار

يا أبخلَ البخلاء يا مَن وجهه

كالقار يا مستبضع الأشعار

يا مدمن العصيان طول حياته

يا عيبةً للعيب والأوزار

رمتَ افتخارا في القريض ورفعةً

جهلا وأنتَ من المكارِمِ عار

من سَبَّ والده وكَسَّرَ ضِلعَه

ماذا يُعِدُّ مِنَ العُلا لِفَخَارِ

واليومَ مَن عاداك لستَ تَضُرُّه

وتحل من وَالاَكَ دارَ بَوَارِ

ولقد قلتك بالهجاء ولم تمت

إن الكلاب طويلة الأَعمار