لعمرك ما مقلاء عود عودها

لَعَمرُكَ مَا مِقلاَءُ عُوِّدَ عُودُهَا

جِذَابَ الكُرِينَ النُّورُ حِينَ تَعُودُهَا

أقِيمًَت ومُلَّت واستُمِيلَ ثِقَافُها

عَلَى وِجهَةِ اليُمنَى وسَاغَت عُنُودُهَا

تُخِّيرَ من دَوحٍ مِنَ النَّبعِ غُصنَها

فَكَانَت كما يُهوَى ولاَحَت سُعُودُهَا

وبالقِشرِ منها نُمِّقَت غَيرَ أنَّهَا

يَسُرُّ الفَتَى إقبالُهَا وَصُدّ وُدهَا

إِذا احرَ نَجمَ النَّادِى عليها وقُسِّمَت

ونَاحَت نَواحِيهَأ وشّبَّ وَقُودُها

وجالت بها الفُتيانُ شَرقاً وَمَغرِباً

وقد خِيفَ فِيهَا أن تُجَارَ حُدُودُهَا

وخَان مُدَهدِيهَا عَواصِى عِصِيِّها

فأَيدِيهم تَشكُو العِصِىَّ جُلُودُهَا

تَرى الكُرَةَ انقَادت إليها كَأنَّها

تُقَادُ وما إِن ثَمَّ شَىءٌ يَقُودُهَا

وفي كل مِقلاَءٍ مُلاَقِيةٍ لَهَا

كَوادِحُ ضَربٍ ما تُخَانُ عُهُودُهَا

يَوَدُّ المَبَارِى كَسرَهَا حَسَداً لها

وكُلُّ فَتًى يَأتِى الكُرِينَ حَسُودُها

بِمُجدَيَةِ شيئاً يسودُ بِه الفَتَى

إِذَا اشتَبَهتُ بيضُ المَعَاني وُسودُها

وفي الناس ذُوبَانٌ واشدو لم تَكُن

سَوسِيَةً ذُؤ بَانُها وأُسودُها