ما بال هذا المدمع الذارف

مَا بَالُ هَذَا المَدمَعِ الذَّارِفِ

أَأَقفَرَ الأطلاَلُ بِالعَارِفِ

أَم أصبَحَت يُنكِرُ آيَاتِهَا

مَن لَم يَكُن لِلاىِ بالعَارِفِ

أم أومَضَ البَرقُ على المُلتَقَى

فَأَنهَلَّ مِن إِيمَاضِهِ الخَاطِفِ

أم هَتَفَ الُمرِىُّ في أيكِهِ

فَأهتَجتَ مِن قُمرِيِّه الهَاتِفِ

أم طَافَ طَيفُ مَيَّةٍ طَارِقاً

أهلاً بِه من طَارِقٍ طائف

بَاتَت تُرِيكَ بالعَينَ والجِيدَ مِن

ظبي غَضِيضٍ طَرفُهُ حَاقِفِ

أم أَمَّكَ الزَّائِفُ مِن شِعرِ مَن

لَم يَتَّئِد في شِعرِهِ الزَّائِفِ

يَا نَفسُ قد نِلتُ الذي أَرتَجِى

فَلَستُ بِالآسِى ولاَ الآسِفِ

يَا أيُّهَا المُهدُونَ أخزَافَهُم

بالمُزبِدِ الغَطمطَمِ الرَّاجِفِ

هَلاَّ عَرَفتُم قَدرَكُمُ بالذي

قد كان في دَهرِكُمُ السَّالِفِ

اَرعَفتُم في رَقِّكُم مِزبَراً

بِشِعرِ طِرفٍ مِنكُمُ رَاعِفِ

مُرعِفُ المِزبَرِ أحرَى بِأن

يَنظُرَ في مِزبَرِهِ الرَّاعِفِ

فالشُّرُفُ الجُونُ تَوَخَّتكُمُ

تَرمِيكُمُ بِسَهمِهَا الشَّارِفِ

إِن كُنتُ شَرَى سَبِّكُم نَاقِفاً

فَلَستُ شَرىَ الزَّيغِ بالنَّاقِفِ

تَرمُونني إِن لَم أكُن حَاذِفاً

يَاءً بسَهمٍ طَائِشٍ عَاصِفِ

مِن بَعدِ لاَ نَافِيةٍ لَم تَكُن

نَهياً فَمَا لِليَاءِ مِن حَاذِفِ

وإِن تَكُن نَهياً فَإشبَاعُهَا

مُستَحسَنٌ في صِفَةِ الوَاصِفِ

لكن سقم الفهم لم تنكشف

أربابه عن وصفها الكاشف

هَب خَارِفاً مَن بَعضُ زَلاَّتِهِ

تَعرِيفُهُ لِمُشتَهَى الخَارِفِ

وقَولُكَ بِالعَارِفِ لَم يَغتَرِربِه

سوى المُستَضعَفِ الخَالِفِ

إذ لَيسَ بِالعَارِفِ مَن لَم يَكُن

عِندَ حُدُوقِ الشَّرعِ بالوَاقِفِ

والشَّرعُ مَن أحدَثَ تَغيِيَرَهُ

مِن بَحرِهِ لَم يَكُ بِالعَارِفِ

قَلَدتُمُ في دِينِكُم خَارِفاً

قد خَرَفَ البِدعَةَ عَن خَارِفِ

والحَقُّ لَمَّا جَاءَ مِن زَاخِرٍ

بالدُّرِّ عَن أرجَائِهِ قَاذِفِ

جَعلتُمُ أنَافَكُم في القَفَا

أفِيكُم لَم يُلفَ مِن آنِفِ

والمسلِمُونَ أصبَحُوا خُنَّفاً

عَن مَنهَجِ المُبتَدِعِ الخَانِفِ

إِذ خَرَفُوا الحَقَّ الذي تَشتَهِى

أهلُ الهُدَى مِن مُشتَهَى الخَارِفِ

والوَعلَيُّونَ لإِفرَاطِهِم

في الزَّلَقِ التَّالِدِ الطَّارِفِ

كَرُّوا عَلَى بِدعَتِهِم عُطَّفاً

فَهَل على السُّنَّةِ مِن عَاطِفِ