أني على هيمى مى تلحاني

أني عَلَى هَيَمَى مَىٍِّ تَلُحَّاني

وقَد شَجَاني قُمرِىٌّ بألحان

غَنَّى عَلَى خُوطِ بَانٍ مَا ابَنَّ بِهِ

فَقُلتُ بَينٌ مُشِتُ بَانِ في ألبَانِ

غَنَّى عَلَى الفَنَنِ الفَينَانِ إِن غِناً

لَهُ عَلَى الفَنَنِ الفَينَانِ أفنَاني

فِيمَ العِتَابُ فَكَم صَبٍّ تَطَرَّبَهُ

شَدوُ الحَمَامِ بِألحَانٍ وأفنَانِ

هَذِى مَغَانٍ غَنِينَا بِالنَّعِيمِ بِهَا

أحَنَت عَلَيها السَّوَافي مُنذُ أزمَانِ

لَمَّا وَقَفتُ اُحَيِّيهَا وأندُبُهَا

أجرَى دُمُوعُىَّ جوي تِذكَارُ جِيرَانِ

قَالَ الخِليُّ أتجري الدَّمعَ في ظَلَلٍ

كَالوَشمِ أو كَبَقَايَا صُحفِ رُهبَانِ

نُقلتُ والقُلبُ يغلي لَوعَةً وأسىً

والتَّحرُ مُختَضِبٌ بِالمَدفَعِ القَاني

مَا كَانَ لِلصَّبِّ في صَبِّ المَدَامِعِ في

دُورِ الأحِبَّةِ مِن عَابٍ ولا ذَانِ

إني بِأُمِّ أبَانٍ مُغرَمٌ كَلِفٌ

قَد هَيَّجَ البَينُ مِنهَا بَرحَ أشجَانِ

نَاءَت بِهَا كُلُّ عُلكُومٍ مُذَكَّرَةٍ

وَجنَاءَ لاَ تَتَشَكَّى الأَينَ مِذعَانِ

مَا زِلتُ أرنُو ِإلَى الأظعَانِ جَازعَةً

جِزعَ اللِّوَى رُنُوُّ الوَاصِفِ الرَّاني

حَرَّانَ صًبًّا مَشوقَ القَلبِ مُكتِئَباً

يَا مَن لِصَبٍّ مَشُوقَ القَلبِ حَرَّانِ

حَتَّى غَلَت زَفَرَاتِى في الحَشَا وَعَلَت

هَدَّ إرعِوَائِى رُنوي صَوبَ أظعَانِ

كَيفَ التَّجلُّدُ لِى إِنَّ الحَبِيبَ جَفَا

وانهَلَّ لَمَّا جَفَاني دَمعُ أجفاني

يَا لَيتَهُ قَد شَفَاني بَعدَ دَاءِ جَفاً

عَلَى شفي جَلهَاتِ الحَينِ أشفَاني

إِنَّ الشِّفَافي شِفَاهِ الخَودِ لَو رَشَفَت

لَكِن سَقَتني وَصدَّت كَأسَ ذُؤفَانِ

نَأيُ الشِّفا وَتَدَاني الجَفَا كَشَفَا

سَجفَ اصطِبَارِي ومَنَّانِي وشَفَّانِي

حُمَّ افتِتَاني بِظبي شَادِنٍ خَرِقٍ

أحوَى اللَّثَاثِ كَحِيلِ الطَّرفِ فَتَّانِ

مَشجُوجِ رِقيقٍ بِخُرطُومٍ مُعَتَّقَةٍ

غَصَّانِ حِجلٍ أنِيقِ الدُّرِ رَبَّانِ

إني ادَّكَرتُ لَيَالِىَ اغتَبَقتُ بِها

صَفوَ التَّصَابي بِرَغمِ الكَاشِحِ الشَّآني

أيَّامَ أرفُلُ في بُردِ الصِّبَا ثَمِلاً

اختَالُ بَينَ الغَوَاني مَيسَ نَشوَانِ

أجني قُطُوفَ الملاهي وَهىَ دَانِيَةٌ

قَطفَ القُطُوفِ الدَّوَاني مُنيَةُ الجَاني

إِنِّي لَمِن مَعشَرٍ دَانٍ جَنَاهُ فَمَن

وَافَاهُ نَالَ جَنًى مِن قَطفِهِ الدَّانِي

شُمِّ العَرَانِينِ جَمِّ المَجدِ مُلتَحِفٌ

مِن كُلِّ مَكرُمَةٍ عَزَّت بِأردَانِ

أدرَى وادرَا لِلعَاتِى وحلَّتُهُ

غُرُّ المَكَارِمِ مَاسِيطَت بِأدرَانِ

أحيَاءِ كُوكَانَ مَا إِن كَانَ مِثلَهُمُ

شَادُوا العُلُومَ عَلَى أسَاسِ أركَانِ

يَحكُونَ حَسَّانَ إِن حَاكُوا قَوَافِيَهم

وفي السَّمَاحَةِ يَحكُونَ إبنَ مَحكَانِ

هَانَ العَوِيصُ لَدَيهُم إِذ تُرِيهِ لَهُم

شَمساً مَصَابِيحُ أفهَامٍ وأذهَانِ

مَكُّوا البَلاَغةَ مِن آبَائِهِم وشَأَوا

أهلَ المَعَاني وحُلُّوا عِقدَ عِقيَانِ

قَد استَبَدُّوا بِمَيدَانِ المَفَاخِرِ ما

حَازَ الحِجَا مَن يُجَارِيهُم بِمَيدَانِ

تَاهَ الزَّمَانُ بِهُم وازدَانَ عَاطِلُهُ

لَولاَهُمُ لَتبَدَّى غَيرَ مُزدَانِ

إِذ عَنَّ مِن حَدَثَانِ الدَّهرِ دَاهِيَةٌ

عَنًّا أقَرَّ مُعَانِيهِم بِإذعَانِ

ضَافُوا إِلَى مَاحَوَوا مِن كُلِّ مَكرُمَةٍ

إكرَامَ مَن طَافَ مِن عَافٍ وضِيفَانِ

يَرتَاحُ نَادِيهُمُ لِلمَنِّ إِن سُئِلُوا

ولَم يَكُن وهو مَنَّانٌ بِمَنَّانِ

مِثلَ اِرتِيَاحِ الفَتَى الشَّرِّيبِ مُغَتَبِقاً

إِلَى الأَغَاني بِمَزمَارٍ وَعِيدَانِ

مَاضِيمَ مَن كَانض يَومَ الرَّوعِ جَارَهُمُ

جَارُ العَزِيزِ عَزِيزٌ غَيرُ لَهفَانِ

هَذَا وبُورِكَ فِيمَا قَد حَوَوا وَوُقُوا

مِن شَرِّ شَانِئِهِم مِن كُلِّ إنسَانِ

أسنَى صَلاَةٍ وتَسلِيمٍ بِهِ حُلِيَت

عَلَى الخُلاَصَةِ مِن أَبنَاءِ عَدنَانِ