لاحت عهود اللوى للعين منك ألا

لاحت عهود اللوى للعين منك ألا

تبكى إذ أبصَرتَ من دور اللون طللا

أقوت معاهدها بعدي فألبسها

من بعد جدتها الأقواءُ ثوب بِلَى

أمست ألف أولاد الوحوش فما

بها من الأنس إلا جؤذر وطَلا

جرت بها ذيلها الآرام وانطمست

إلا بقايا رسوم خِلتها خَللا

دور عفت أيَها وطفُ الغمام وقد

أغرَى بها الملوانُ الهيفَ والشملا

بها عهدنا من الأبكار آنسةً

تحكى الجدايةَ جيدا والمها مقلا

ما راجع القلب في آن تذكرها

إلا تحدر دمع العين وانهملا

قد لامني عُذَّلِي فيها فقلت لهم

يا عاذلون أقلوا اللوم والعذلا

لا تَنكأوا قَرح صَبٍّ بالغرام شَجٍ

ليس الشجىَّ كَمَن وصلِ الحبيب سلا

هل من سبيل إلى وصل الحبيب ولا

إخاله بعد طول الهَجرِ أَن يَصِلا

إني وإن أصبحت أسماء صارمة

حبلى وألبستُ ثَوبي شيبةٍ وَجِلا

لأبتغي وصل مَن يبغي مواصلتي

ولا أرى واصلا ذا بغضة وقِلَى

وإن أُلاين أُكُن لمن يُلاينني

سهلا ومهما اُخاشن استحل جبلا

إذا استُعنتُ أعنتُ المستعين وإن

ألَمَّ خطبٌ حلوتُ الحَادِتَ الجَلَلا

لم استكن لذوى بغضى ومن خلقى

ترك الهوينا وفي الجُلَّى أنا ابن جلا

قل للفخور إذا ما كنتَ أتيَه

أخطأت عقلا ولما تقتفِ الفضلا

ظلمتَ بالسب من كانت سريرتُه

تقوى الإله وظلم الصالحين بَلاَ

ظلمتَ أورع لا تخشى بوادره

قد اكتسى من جميلِ المكرمات حُلَى

شيخا تقيا نفي العرض ذا ثِقةٍ

يعفو إذ مَا رَأى الجواد قد بخلا

يقرِي الوفودَ ويعطى الراغبين وإن

يطعم فداعيه لا يدعو سوى الجَفلى

لا يزدهي حلمه الجهول ولا

يلغى لدى الخير مِمَّن يَألفِ الكسلا

سمت به في مراقى المجد همتُه

حتى شىحين جارَى في العلا رجلا

وإن ألمت ملمات الزمان به

لم يلفَ ذا جَزَع كَلاَّ ولا عَجِلاَ

ما ضَرَّهُ بين أربابِ البصائر أَن

هجاه مَن لم يزل من سكره ثَملا

نذلٌ تردَّى رداء الطيش واستَلبَت

منه الوقارَ خِلاَلُ الكبرِ والخُيُلاَ

أهدى إلينا قريضا منه أودعه

من فاحش اللحن ما أبدى به خِللا

فسوف أخزيه في النادِى وألبسه

بين البرية مِن سوءاته حُلَلاَ

والشقريُّون إِنى لست آخذهم

بالذنب منه فاعصى اللهَ والرسلا

قد كان في دركات السوءِ ذَا صِغر

يَهوِى ومازال في السوءات منسفلا

تراه في القوم منبوذا لِشَقوَتِه

كما رَمَى المرءُ في مرحاضه النَّبَلاَ

قد عَوَّدَ النفسَ أخلاقَ اللئام فما

منها نصيب يرى من شيمة الفضلا

ما دنس العرض منا ما افتراه وما

من ترهات علينا الكاذبُ افتعلا

قد استوى الهجو والاطراء منه فكم

سب الفويسقُ من ذى عفة وعُلا

سب الشبابَ وسب الشيب كلَّهمُ

حتى أباه وسب السهل والجبلا

ونزهة موت من قدمات مندرجا

في عشرةٍ فاذكروا لا تنسوا المثلا

قد ادَّعَى العلمَ مورُوثا فقلت له

ما هكذا تفعلُ الأكياسُ والنُّبَلا

أحدثتَ في اللغة الفصحى حوادث لم

تعهد وشر لغى الانسان ما جُهِلا

خلت الونوءَ نهوضا إذ جهلت ومَن

تعمَ البصيرةُ منه يألفِ الزللا

لا يدعي إرثَ نيلِ العلم ويحك مَن

قد غير الأصلَ منه الجهلُ إِذ جَهِلاَ

العلم لا يدعى من غير مَا عملٍ

عار على مدعيه تركُهُ العملا

العلم ما اكتسب التقوى فنور هدى

علم الفقيه لأدران القلوب جلا

أيدعي العلمَ ذو فسق سجيتُه

عقوق أصلٍ وعصيانُ الاله عَلاَ

لم يأتمر في شقاق الاصل منه بما

في الذكر في سورة الاسراءِ قد نَزَلا

قل للفويسق إذ أمسى يُعيِّرنا

من غيه ما وددنا الشاء والإبلا

أغفلةٌ منك أم سهو تعيرنا

فعل امرىء غير ذى علم بما عَمِلا

ما هكذا قول مَن قد سَبَّ والدَه

واعتاض من بره أن أحرزَ الخولا

تِلكَ الرَّذائِلُ لا لُؤم اللئامِ وَلا

حِرصُ الكِرامِ وَلا أَن يبخل البخلا

فَهَاكَهَا من عَيِّى القوم مُندِيةً

مِن أجلها سوف تبقى باسرا وجلا