حكمة النادل الكهل

أراها…

بزاويةِ البارِ

تحصدُ كدْسَ البنفسجِ، عن مرجِ فستانها

والعيونَ التي تتلصصُ…

ينحسرُ النهرُ

يذوي وحيداً

كرقمِ البطاقةِ كلَّ مساءٍ

على بابِ غرفتها الموصدةْ

ثمَّ تكنسهُ الريحُ

للطرقاتِ

أرى أنني تائهٌ

بين سيجارها الأجنبيِّ

وهذا الطريقِ الطويلِ إلى شفتيها

يظلّلني شَعرُها، والدخانُ

الذي يتبدّدُ:

عن شارعٍ ليسَ لي

وعن جسدٍ ليسَ لي

وعن وطنٍ ليسَ لي

وتوقظني الآنَ

فاتورةُ النادلِ!

………………

………………

أيها القلبُ

لا تطمئنَّ لوعدِ الثيابِ القصيرةِ

والضحكاتِ الغريرةِ

إنَّ الثيابَ التي تتقاصرُ

قد تتقاصرُ أشواقُها

والكؤوسَ التي تتخاصرُ

قد تتناثرُ أطباقُها

فوقَ مزبلةِ الحانةِ المطفأةْ