غروب

ما أسرع ما غادرتُ حدائقَ اللعبِ لأبيعَ السجائر

ما أسرع ما ضاقَ علي قميصُ المدرسة، ليعلّقني مسمارُ الوظيفة،

من ياقتي

ما أسرع ما كلّلتْ ثلوجُ السنواتِ الحامضة، مروجَ شعري،

فتأبطني موظفُ التقاعدِ، إلى الغروبِ

وأضابيرِ الأطباءِ

ومقاهي الندمِ

ما أسرعَ ما دقَّ جرسُ رحيلها

وأنا لمْ أكملْ بعدُ، أبجديةَ أنوثتها

فدرّسوني شخيرَ اللغة

ما أسرعَ ما أنفضَّ الحفلُ

لأبقى وحيداً.. في حانةِ القصيدة

طافياً على رغوةِ التصفيق

ما أسرعَ ذلك

ما أسرعَ ما مرَّ ذلك

إلى حدِّ أنني أخشى

أن أفتحَ قبضتي، لأصافحكِ

فتفلتُ السنواتُ الباقية