قصائد الرحيل

ذئابٌ سودٌ

تتسلّقُ ذاكرتي

تنهشُ جثثَ الأيامِ المنسية

في الأرضِ الحرامِ

وتتركني

– كلَّ مساءٍ –

أعوي ..

وحيداً

على ثلوجِ أوراقي

في منافي العالم

*

أتطلعُ إلى صورِ الأصدقاءِ

في ألبومِ الحربِ

وأحصي: كمْ قنينةً

سكبتُ – هنا، على طاولتي –

فوق حفرِ مقابرهم

التي سُوّيتْ على عجل

*

يا لحنيني

كلما فكّرتُ في السفر

قفزَ من عينيَّ

طفلان مخضَّلان، بالقرنفل والأسئلة

ووطنٌ، مدجّجٌ بالحراسِ

وامرأةٌ، لا تدري

كيف تدبّرُ مسواقَ البيتِ

………

…………

كلما فكّرتُ في الغربة

سبقتني دموعي إلى الوطن

*

نصفكَ: وطنٌ ضائعٌ في البارات

ونصفكَ الآخر: يهيّءُ حقائبَهُ للسفر

يلتقي نصفاكَ، كعقربينِ في ساعةٍ عاطلةٍ

ويفترقان، كغريبين على أرصفةِ المنافي الحامضة

وأنتَ مسمّرٌ إلى النافذة

لا تملك غيرَ جوازِ سفرك المركون

… على الرفِّ

تبيّضُ فيه إناثُ العناكب