أتيتني مستفتيا في أمر

أتيتني مستفتياً في أمر

يعلمه كل امرئ ذي حجر

الخير إن قابلته بالشرّ

في العمر كان قطرة من بحر

ألا ترى الأجرب كيف تسري

عدواه في جميع أهل المصر

وليس من ذي صحة ويسر

عدوى لمن داناه طوال العمر

والطفل إذ يثغركم من ضر

يلقي ويلقىَ عنده في قبر

وعند إشعار ونبت ظفر

ليس له من لذة وسر

وكل عضو لقبول الكسر

أقرب منه لقبول الجبر

وما فساده سريعاً يزري

كالعين لن تصلحه في دهر

ونعي طفل لأبيه يفري

فؤاده وكل عظم يبري

وليس في مولده من بشر

ندّ لحزن موته الأضرّ

وما تكون لذة عن فكر

إذا تحققت ولا عن ذكر

وإنما ذا هوس قد يجري

في خاطر المغفل المغتر

فهل تصور الشفاء يبري

ذا مرض أمرض منذ شهر

وهل لمن يبرد وقت القرَّ

دفء بتذكار أوان الحرّ

فليس دنيانا لأهل الخبر

سوى بلاء دائم وخسر

يولد فيها العبد غير حرٍ

وهكذا يموت رغما فادر