أيها القارئون صبرا على ما

أيها القارئون صبرا على ما

تستطيلون من جدال وبيل

رب حق بالصمت يخفى ويخفو

بلجاج ما بين قال وقيل

يا زمانا يسوء من لم يسؤ

ويسر المسيئ حلف البطول

جئتنا اليوم بالطبيب المداوي

للاصحاء وهو جدّ عليل

زعم الفضل والفضول سواء

واقام الدعوى بغير دليل

جير لولا الدليل ما كان فرق

قط ما بين عالم وجهول

لم يميز ما بين قول فصيح

وركبك ومحكم ودخيل

فتراه يثغو ويرغو ويلغو

جامعاً بين ذلة وزليل

لم يكن مسندا الى سيويه

ما ادعاه ولا انتمى للخليل

بل رأى كل ما اقول خطاء

دون ما حجة ولا تعليل

كل حلو في فم ذي السقم مرّ

والدجى للاعمى نظير الاصيل

قد كسته الدعوى من الخزي ثوباً

سايغا ضافيا طويل الذيول

فلعل البصير ليس يراه

بعد حتى يلومه للفضول

فاذا كان ذاك فليبلغنه

مع ابيل ما شاء من تعذيل

فهو لحانة ويلحن منه

كل شيء اجملت بالتفضيل

يالها خطة تضاحك منها

كل باك على دروس الطلول

جاهل يدعى الفنون جميعا

دون جد لها ولا تحصيل

كيف يدري التعريب اذ هو لا يفرق

بين المعلوم والمجهول

كيف يدري الحساب اذ هو لا

يعلم ان الكثير فوق القليل

كيف يدري شيا وما هو شيء

ان هذا في حيز المستحيل

ذاك حكم الاله فيما قضاه

وهو يهدي الى سواء السبيل