ورب عجوز تحاكي السعالي

ورُبَّ عجوز تحاكي السَّعالي

تشير وتنهي وتأمر أمرا

يقابلها شيخها بامتثال

ويسعى لخدمتها مستمرّا

وتقعد تحكي كلاماً سخيفاً

ومستمعوها يقولون سحرا

تقول بداري كلب وهرّ

وللهرّ ذعر إذا الكلب هرّا

ويرقبني الهرّ إن كنت آكل

يُمنى ليمنى ويُسرى ليسرى

وبنتي ليزا تؤاسيه مما

لديها فمنها يلازم حجرا

وقد كان عندي من قبل جرو

تلوّن بطنا وصدراً وظهرا

وكنت عليه لفي غاية الحر

ص اسقيه ملء كؤوسي درّا

فجاءت عزيزة قوم إلينا

فرامته مني والعين شكرى

وكان ينام على فخذيّ

ويلحس رُغفي إذا ما اسبطرا

وكان فلان أتاني عام كذا

بُجريّ فما عاش شهرا

وتسأل أن تنس تاريخ ذاك ال

نهار المعظم زيداً وعمرا

فأما النساء فمما اختصصن

به أكل ما أشبه التين نحرا

ويأكلن والراح منهن بالجلد

مستترات ويمضغن سرّا

وتسمع للشاي قرقرة من

معاهن تحكي هنا قرَّ قرّا

وتأخذ في صحنها بالمشكَّة

قدراً من اللحم يشبه ظفرا

فتعلكه برهة من زمان

ليمرأ من بعد أن يتهرّا

وزوج المضيف تقول له خذ

عزيزي مما أمامك وَزْرا

فيشكرها ويقول لقد

كثر الفضل منك عليّ ودرّا

وتجلس تقسم أكل الضيوف

فتعطيك من ذاك نزرا فنزرا

وفي كل نزر تنال تطأطئ

رأسك رغماً وتشكر شكرا

وإن يك لونان قالت لك اختر

نصيبك مما هنّا وتحرّا

كان لم يجز بين ذينك جمع

كأنك ناكح أختين تترى