أمثولة الكائنات

يَلتقِطُ البُلبلُ قُوتَ يَومِهِ

لكنَّهُ فوقَ الذُّرا يَشدو .

وَهْوَ إذا راحتْ فِخاخُ الصَّيدِ تَمتدُّ

واستكلبَ الصَّيدُ

مَدَّ الجناحين إلى

حُريَّةٍ واسعةٍ ليسَ لَها حَـدُّ .

وتَثـقُلُ الغَيمةُ مِن تخمِتها

لكنّها فوقَ الذُّرا تعدو

وَهْيَ إذا صارت عَلَيْها الرِّيحُ تَشتَدُّ

واستكلبَ البَرْدُ

تَحرّكتْ في قلبها صاعِقَةٌ

وَضَـجَّ في شفاهِها الرَّعدُ .

والوَردُ يَحسو قُوتَهُ تحتَ الثّرى

لكنَّهُ فوقَ الذُّرا وَردُ

وَهْوَ إذا صارَ عليهِ النّحْلُ يَنْهَدُّ

واستكلبَ الحَصْدُ

لَمْ يَخْـشَ أن يُطلِقَ صوتَ عِطرهِ

ولو جرى مِن دُونهِ الشَّهْدُ .

وأنتَ يا ابنَ موطني

لولا خَيالُ مَعْدَةٍ

تكادُ لا تبدو !

لا يُوجَدُ النَّقْدُ على كَفِّكَ

إِن لم يَنعَدِمْ في ثَغركِ النَّقدُ.

ثَغرُك يا ابنَ موطني

ما هُوَ إلاّ ثَغَرةُ

بالخُبز تَنْسَدُّ !

والخُبزُ هذا خُبُزكَ المسْروقُ

والواهِبُ هذا.. سارقُ وَغْـدُ

مِنْهُ عَلَيكَ الذُّل والجَلْدُ

وَمِنكَ فيهِ الشُّكرُ والحَمْدُ !

***

العَبْدُ ليسَ مَن طوى

قَبضَتَهُ القَيدُ

بَل هُوَ يا ابْنَ موطني

مَنِ يَدُهُ مُطلَقَةُ

وَقَلبُهُ عَبْدُ !