يارب ذكرى

كَمْ عالِمٍ مُتجـرِّدٍ

‏وَمُفكّرٍ مُتفـرّدٍ

‏أَجـرى مِـدادَ دِمائهِ في ‏لَيلِـنا

‏لِيَخُطَّ فَجْـرا ..

‏وَإذِ انتهى

‏لَمْ يُعْـطَ إلاّ ظُلْمَة ‏الإهمالِ أَجْـرا .

‏وَقضى على أيّامهِ

‏مِن أجْـلِ رفعةِ ذِكـرِنا

‏في ‏العالمينَ

‏وإذ قَضى.. لَمْ يَلْقَ ذِكْـرا

‏وَتموتُ مُطرِبَة

‏فَينهدِمُ ‏الفضاءُ تَنَهُّداًَ

‏وَيَفيضُ دَمعُ الأرضِ بَحْـرا

‏وَيَشُـقُّ إعـلامُ ‏العَوالِم ثَوبَـهُ ..

‏لو صَحَّ أنَّ العُـرْي يَعـرى !

‏وَتَغَصُّ أفواهُ ‏الدُّروبِ

‏بِغُصَّةِ الشّعبِ الطَروبِ

‏كأنَّ بَعْدَ اليُسْرِ عُسْرا .

‏وكأنَّ ذكرى أُنْسيَتْ أمْرَ العِبـادِ

‏وَأوْحَشَتْ دَسْتَ الخِلافةِ في ‏البـلادِ

‏فَلَمْ تُخلِّفْ بَعدَها.. مِليونَ أُخرى !

‏أَلأَجْلِ هـذي ‏الأُمّةِ السَّكْرى

‏تَذوبُ حُشاشَةُ الواعي أسىً

‏وَيَذوبُ قَلبُ الحُرِّ ‏قَهْرا ؟!

‏ياربَّ ذكرى

‏لا تـَدَعْ نَفَساً بها ..

‏هِيَ أُمّـةٌ ‏بالمَوتِ أحرى .

‏خُـذْها ..

‏ولا تترُكْ لَها في الأرضِ ذكرى !