آي أطلال الأوداء

آي أطلاَلِ الأوِدَاءِ

هَيَّجت لاَعِجَ الدَّاءِ

لَعِبَت قُومُ الرياحِ بِها

وَعَفَتهَا كُلُّ نَكبَاءِ

وَمَحَا السَّافي مَعَالِمَهَا

غَيرَ آرِىِّ وآنَاءِ

وَسقَتهَا كُلُّ سَارِيَّةٍ

من غَمَامِ الدلوِ هَطلاءِ

فَجَرَى فِيهَا الآتِىُّ إلى

أن جَلاَ عَن كُلُّ صَفوَاءِ

إِن نَكُن أَصبَحَت خَلَفاً

قَفرَةً بعدَ الأحِبَّاءِ

فَهَواهَا غيرُ مُندَرِسٍ

لَم يَزل يغلي بِأحشَائِى

إن يعتري فيهَا لَمُرتَبَعاً

طَيِّباً مَلذوذَ آنَاءِ

كُنتُ فِيها بَينَ أندِيَةٍ

قَد علت في كُلِّ عَليَاءِ

عُرِفَت بالمَجدِ قد وَرِثَت

مَجدَهَا عن مَجدِ آبَاءِ

لا يحل الذَّمُّ سَاحَتَنَا

مِن حمًى دَانٍ ولاَ نَاءِ

نُوضِحُ العَوصَا إن التَبَسَت

فَنُرِيَها غيرَ عَوصَاءِ

ونَذُودَ الزَّيغَ حِينَ عَرَا

بِعَصَا آىٍ وأنبَاءِ

فإِذَا ضَيفٌ ألَمَّ بِنَا

نَالَ مِنَّا خَيرَ إيَوَاءِ

فَالقِرَى يَأتِيهِ مُحتَمَلاً

دُونَمَا مَنِّ وإِيَذاءِ

إن أتَى لَم يَخشَ مَسألَةً

لَم نُكَلِّفهُ بِإهدَاءِ

فَسؤَالِ الضَّيفش مَنقَصَةٌ

وَخنًى عِندَ الأَلبَّاءِ

إن أتَانَا الشعرُ مِن أحَدٍ

لَم يُجِب عَنَّا أمرُؤٌ نَاءِ

فَألقَوا في طَوعِ قَبضَتِنا

عِندَ إلحَامٍ وإسدَاءِ

نَأخُذُ المعنَى البديعَ بِلاَ

كُلفَةٍ في نَهجِهِ الجَائِى

لم يَكُ المصباحُ يعتري كُفئاً

لاَ تَظُنُّوه من أَكفَائِى

لَيسَ كالسعدَانِ كَانَ كَلاً

انبَتَتهُ كُلُّ بَيدَاءِ

ما السُّها مثلَ الشموسِ ومَا

كُلُّ مَاءٍ مِثلَ صَدَّاءِ

فَهوَ رَاعٍ شَبَّ في مَلأٍ

مِن رُعَاةِ الإبل والشاءِ

مَلأٍ بالعارِ مُمتَزِج

كامتزاجِ الرِّسلِ بالماء

لَو رَأى الرائِى سريرتَه

لازدَرَتهُ مُقلَةُ الرائِى

ليس يدرِى مِنجهالتِه

كُلَّ شىء وَزنَ أشياء

يَدَّعِى شعراً ويخبط في

كل معنى خبط عشواء

إن يَرُم انشاءَ قافيةٍ

ظنه أنشَى كانشائِى

كلفٍ بالغَىَّ يَتبعُه

بالنميم الصِّرفِ مَشَّاءِ

قَلَّدُوا الأهوَاءَ واتبعُوا

نَهج أهوَاءٍ وآرَاءِ

شِيبُهم لِلعِلمِ إِن جَنَحُوا

لم يميزُوا الكَافَ مِن رَاءِ

حَذِّرُوهُ قبلَ دَاهِيةٍ

من دواهِى الهجوِ دَهيَاءِ

لم يطق دفعا لها أبَداً

جندُ إخفَاءٍ وإبدَاءِ

حَذوُرا المصباحَ مِن داءٍ

مخجلٍ بَينَ أندَاءِ