أأن طرقت بعد التعذر والهجر

أأن طَرَقَت بَعدَ التَّعَذُّرِ والهَجرِ

أُمَامُ مَصُونُ الدَّمعِ مُنسَكِبٌ يَجرِي

يَفِيضُ عَلَى النَّحرِ إشتِيَاقاً ولَوعَةً

فَيحمَرُّ مِن أغرَابِ أسرَابِهِ الحُمرِ

لَقَد طَرَقَت وَهناً بِسِحرٍ عَلَى خَمرِ

وبَدرٍ عَلَى حِقفٍ ولَيلٍ عَلَى بَدرِ

ومِسكٍ ونِسرَين ورُندٍ ولُؤلُؤٍ

وهَجرٍ لَهُ جَمرٌ عَلَى القَلبِ والنَّحرِ

مَنَحتَ أُمَامَ الحُبِّ صِرفاً فَأعرضَت

وصَدَّ ولَجَّت في التَّعَذُّرِ والهَجرِ

وصَارَت صَغاً مَهمَا نَشَرتَ مَوَدَّةً

طَوتهَا وجُندُ الطِّيِّ سَاطٍ عَلَى الشَّرِّ

وتَضحَكُ إعجَاباً بِمَن هِي مِنهُمُ

وَتَأنَفُ عَن نَظمِي وتَأنَفُ عَن نَثرِي

وتَرنُو إلَينَا ثُمَّ تَرنُو إلَيهُمُ

وتَرنو إِلَى الغَبرَا وتَرنُو إلَى النَّسرِ

وتَحجُو الثُّرَيَا والنَّعَائِمَ دُونَهُم

وتَعجَبُ مِن وَصلِي وتَسخَرُ مِن أزرِي

ولم تَكُ تَدرِي أنَّنِي كُنتُ دَارِيًّا

وأن لَيسَ مَن يَدرِي كَمَن لم يَكُن يَدري

وأنِّي إلى غُرٍّ أكَارِمَ أنتَمِي

طُهَارَى شُموسِ العَصرِ فِي البَدوِ والحَضرِ

أبَى اللهُ إِلاَّ أنَّنَا غُرَّةُ الدَّهرِ

جَهَابِذَةُ الأندَاءِ لُؤلَؤُةُ النَّحرِ

خَلاَيَا خُطُوبِ الدَّهرِ إنسَانُ عَينِه

مَلاَذُ بَنِيهِ في اعتِرَا أمرِهِ الإِمرِ

بُنَاةُ العُلاَ والجُودِ والمَجدِ والنَّدَى

جُفَاةٌ المَخَازِي مُجتُو والفُحشِ والفُجرِ