أإن ظعن الخليط ضحى فبانا

أَإِن ظعن الخليط ضحى فبانا

أبنت الوجدَ مكتتما فبانا

فتذرى الدمع من أسف وتبدى

دفين الوجد اذ شدوا الظعانا

وقد هاج المتيم أن تنادوا

ورموا للنوى إبلا هِجانَا

وساروا بالمطى ضحى وعالوا

على الظعن السوالف أرجوانا

نأوك وقد نأوك ضحى بأحوى

كلفت به وقد شغف الجَنانا

رنا ظبي فأقصد مَن رماه

بسهمى مقلتيه وماس بانا

ويبسم حين يبسم ويبدى

بأشنيه المنصب أقحوانا

كأن بنانه عنم لطيف

يشيربه وقد خضبت البنانا

ينوء بردفه نوءا فيمشى

نزيفا مشى ذى خطو مدانى

تفيض لذكره عبرات طرفي

ولا أنفك أذكر يوم بانا

أقول لعاذلى وليس من لم

يُعَنَّى في البكاء كمن أعانا

ذرانى والبكاءَ فليس جفنا

أخى الذكرى لعبرته صوانا

يراجعه تذكره تهمى

مدامع طرفه آنا فآنا

ألم يان ارعواءك حين آنا

مشيبك والتحلم آن لآنا

تجنبت المعازف والملاهي

فلاعودا سمعته ولاكوانا

تقول أمامُ مالك لم تزرنا

بعيشك هل علقت بمَن سوانا

فقلت ألم ترى شمطا بفودي

بدا والشيب إنَّ له لشانا

ذريني يا أمامُ فلست ممن

عن المجد المؤثل قد توانى

عزيز ما استعنت بغير ربي

ولكني اعين من استعانا

وأكرم بالقرى والبشر ضيفي

وأمنع جار بيتي أن يهانا

وقد علمت بنو حسن غنائي

إذا حاولت ضربا أو طعانا

فما أنا للعدو بمستكين

ولا ألفي لدى الهيجا جبانا

ولم أرهب سباب أخي قريض

يهيج الصلب لى لو كان نانا

سلى إن تجهلي الأنداء عنا

يُخبِّركِ الفقيرُ ومَن تغانى

بأنا نستبيح حمى الأعادي

وأنا في الكريهة لا نعانى

ونعطى المعتفيني الكوم عودا

وفي المشتاة ننحرها سمانا

ونقرى الوفد في الألوى وندني

إليه أكؤسا تحكى الدهانا

ونبحث يومنا عن كل فن

ونلفي ليلنا نتلو القرآنا

ونجمع في مساجدنا وكنا

نديم بها الاقامة والآذانا

عرفنا بالصلاح فكل شيخ

شهير الفضل أروى من سَنَانا

ذريني يا أمامُ فإن سَترِى

جميل بالفضيحة لن يشانا

فما كنت تعق أمامُ أمى

ولم يك بالعقوق أبي مهانا

ولم أفضح بفاحشة تؤدى

إلى سجن أهان به زمانا

ولم أعتض أنوءا من نهوض

ولم يعهد لذى لغة لسانا

ولم افخر وقد علمت أناس

قبيحى ما استكن وما استبانا

ألا فافخر فويسقُ ثم أخبر

لدى النادى فلانةً أو فلانا

فلو أخبرت من علموا لقالوا

لقد فخر الفويسق ثم مانا

أذلت بما هجوت أباك عِرضاً

أبى الله المدبر أن يصانا

فليتك لم تقل لأبيك أفٍّ

ولم تنهره في النادى عيانا

ولم يشهد عليك بذاك قاضى

قضاة القطر حسبك ذا هوانا

أيفتخر الفويسق بعد هذا

ويهجونا ببطل إذ فلانا

هجانا من غوايته ومنا

لسان الحال أنشد إذ هجانا

إليكم يا خزاعةُ لا إلينا

عزا الناس الضراعة والهوانا

فلو برأت نفوسكمُ علمتم

بأَن دواءَ دائكمُ لَدَانا

فخذها يا فخورُ فسوف تُلفي

تقطع من مضاضتها أُنَانَا