أعاذلتي ويبكما دعاني

أعَاذِلَتَيَّ وَيَبكمُا دَعَاني

فَإني لَستُ مِثلَ بني فلانِ

حَلَبتُ الدَّهرَ شَطرَيهِ فَأناً

أمَرَّ عَلَىَّ وأحلَولَى بِأنِ

وَمارَستُ الزَّمَانَ فَكَانَ هَيناً

عَلَىَّ لِقَا مُلِمَّاتِ الزَّمانِ

فَلَم أكُ لِلخُطُوبِ ِإذَا أدلَهَمَّت

كَئِيبَ البَالِ عَضَّاضَ البَنَانِ

وَلَم يَخفَق جَنَاني مِن وَعِيدٍ

وَلَو آلَى عَلَيهِ الخَافِقَانِ

ولَم أفرَح لِسَّرَاءَ اعتَرَتني

فَتَيلِكَ شِيمَةُ اللَّحزِ الجَبَانِ

وَكَم مِن مُخبِرٍ عني بِسُوءٍ

ولَيسَ لَهُ بِمُمتَحِنٍ لَحَاني

وَأقلعَ بِإمتِحَاني عَنهُ إني

رِضَا مَن كَانَ يَلحَاني امتِحَاني

وأولاني إلهِى أن هَدَاني

لِلإِيمَانِ المُثَبِّتِ لِلجَنَانِ

وَأولاني التَّفَصِّى مِن يُدِىٍّ

مِنَ التَّقلِيدِ كُنتِ بِهِنَّ عَانِ

وِإن لُو بِنتُ لِنتُ وكَنتُ صَعباً

وِإن خُوشِنتُ لَستُ بِهَيَّبَانِ

تَراني بِالبَرَاهِينِ إعتِصَامِى

إذَا مَا طارِقُ الشُّبَهِ أَعتَرَاني

وَلِى شَيخٌ يَذُبُّ الشَّرَّ عني

فَمِمَّا كُنتُ مُختَشِياً حَمَاني

بِيُمنِ تَعَلُّقٍ مني إلَيهِ

تَأَلَّقَ بَرقُ إِيمَاني اليَمَامنِا

وَبيني وَالمَخَاوِفَ جَعَلتُ حِرزاً

لَهُ في كُلِّ مَيدَانٍ يُدَاني

وَمَا أمَّت يَدُ الحَدَثَانِ إِلاَّ

ثَنى عَنِّى يَدَ الجَدَثَانِ ثَانِ

ولا عَجَب فَشيخُ القُطرِ شيخي

مَدَى الأزمَانِ في العِرفَانِ فَانِ