أوفى بذمة ربع الريع أن تقفا

أوفى بِذِمَّةِ رَبعِ الرِّيعِ أن تَقِفَا

فِيهِ المَطَايَا فَعُوجَاها بِهِ وقِفَا

لَيسَ الوَفَا أَن تُمُرَّا بَاكِيَينِ ولَم

تَستَنطِقَاهُ أَسىً لَمَّا انمَحَى وعَفَا

عُوجَا بِهِ وأندُبَا أطلاَلَهُ أسَفاً

أحرَى بِأن تَندُبَا أطلالَهُ أسَفَا

لا تُكَفِفَا الدَّمعَ حَتَّى تُجرِيَاهُ دَماً

حَقُّ الدُّمُوعِ بِرَبعِ الرِّيعِ أَن تَكِفَا

قَد كُنتُمَا فِيهِ في أصفي بُلَهنِيَةٍ

لَم تَخشَيَا دَاعِىَ التَّرحَالِ إِن أزِفَا

مُحَبِّبينِ إِلَى مَا فِيهِ مِن رَشَأٍ

أحوَى يَمِيسُ كَغُصنِ ألبَانِ مُنعَطَفا

في فِيهِ بَعدَ الكَرَى راحٌ يَضُنُّ بِه

ولَو تُرُشِّفَ ذُمَّ الرَّاحُ مُر تَشَفَا

قَالاَ أطَعنَاكَ فِيمَا قَد دَعَوتَ لَهُ

مِنَ السَّفَاهِ وقَد كَلَّفَتنَا كُلَفَا

إنَّا بَكَينَا وَساءَلنَا الطَُّلُولَ وَلَم

يَشفِ البُكَا في الطُّلُولِ المُغرَم الكَلِفَا

إِن كُنتَ تَطلُبُ مِمَّا قَد أصابَكَ مِن

داءٍ شِفَاءً بِهِ ينزَاحُ مُنكَشِفَا

فَاجنَح إِلَى الحضرَةِ الغَرَّا التى غَرِفَت

مِن شَيخِهَا وأبِيهَا الطِّبَّ والظَّرَفَا

والعِلمَ والحِلمَ والتَّقوَى المُنِيرَ سَناً

والمَجدَ والجُودَ والآدَابَ والشَّرَفَا

نَادِى الوَفَا آل أوفي مَن إذَا ذُكرُوا

حَولَ السَّقِيم يَكُونُوا لِلسَّقِيمِ شِفَا

وَلتَخصُصَنَّ إِذَا مَا جِئتَ نَادِيَهُم

مُحَمداً فَالاً النَّدبَ الذي عُرِفا

قَد كانَ وَارِثَ أوفي في ظَرَافَتِهِ

وفي كُشُوفاته التي بِهَا اتَّصَفَا

وفي لَدني عِرفَانٍ يَمِيطُ بِهِ

عَن قَلبِهِ الزَّيغ والأدرَانَ والسُّدُفَا

فَاللهُ أبقَاهُ مِن أوفي لَنَا خَلَفاً

وقَد رَضِينَاهُ مِن أوفي لَنَا خَلَفَا

فَكَم عِلاَجٍ لَهُ لَم يُدرِ بَاطِنُهُ

لِذِى الحِجَا عَن صَحِيحِ الكَشفِ قَد كَشَفَا

وكَم سَقِيمٍ أتَاهُ لاَ حَرَاكَ لَهُ

عَانَى يُيَمِّمُهُ الدَّيمُومَةَ القُذُفَا

مِن بَعدِ مَا أظهَرَ الآسُونَ كُلُّهُمُ

لَمَّا أتَى عَنهُ إعرَاضاً له وَجَفَا

جَلاَ بِنَجلاَءَ حَورَا مِن بَصِيرَتِهِ

عَن حَالِ تَترِيحِهِ حَتَّى بَدَا وَصَفَا