إن أخلقت هذي الليالي خلقتي

إِن أخلَقَت هَذِي اللَّيَالِي خِلقَتِي

فَخَلِيقَتِي جَلَّت عَنِ الإخلاَقِ

إِن أنظُرِ الزُّلُفَاتِ يَوماً أنثَنِي

لِتَألُّمِي بِتَثَلُّمِي ومِحَاقِيد

ولأن بَلَغتُ مِنَ المَشِيبِ عُتِيَّهُ

لَم أنزَجِر وَدَقَاقَةَ الأعنَاقِ

يَا حَسرَةً ذَهبَت جُفَاءً شِرَّتِى

وعَوَائِقِى وبَوَائِقِى بَوَاقِ

أفَلَم أكُن قَد آنَ لِىب رُجعَى إِلَى

حَقٍّ يُرَوِّضُ تَشَزُّرِى وإِبَاقِى

وَتشُدقِى وَتَعمُّقِى وَتَفَيهُقِى

وخُشُونَتِى ومُلُوحَتِآ وَزُعَاقِى

وبِطَالَتِى وإِطَالَتِى في كُلِّ مَا

لاَ يَنبَغِى وتَوَافُقِى وشِقَاقِى

نَفسٌ تُسَوِّفُ بِالخِلاَفِ خَلِيقَةً

مَا وَافَقَت في الدَّهرِ قَدرَ فُوَاقِ

أخِلاَعَةٌ لاَ تُرتَضَى وبَشَاعَةٌ

وإشَاعَةُ الأَعرَاقِ في الأَعرَاقِ

وإضَاعُةُ الأَعمَالِ وَهَىَ بِضَاعَةٌ

لاَ تُشتَرَى بِكَواسِدِ الأَسوَاقِ

يَا لَيتَ شِعرِى مَا المَصِيرُ إِذَا عَرَا

عَرَقُ الجَبِينِ لَدَى لُحُوقِ حَلاَقِى

أَم كَيفَ حَالِى إِذ اُكُونُ بِحُفرَةٍ

مَهجُورَةٍ بِقَوَاتِمِ الأَعمَاقِ

ولقد أَطَارَ القَلبَ عَن سَكَنَاتِهِ

فَرَقاً تَطَايُرُ طَائِرِ الأورَاقِ