إن كان ربي أخفى الشيخ عن زمر

إن كان ربي أخفى الشيخ عن زُمرِ

أملى لهمُ ليسبوا قرة البصرِ

فالله أشهدني منه الخصوص على

ما كان من عجرٍ مني على بَجَرِ

فليس ما بي حماني أن أُشاهد ما

أعطاه معطى عطا ياكُمِّل البشر

فظلمة النفس أبدت لى محاسنَه

كظلمة الليل تبدى بهجة القمر

أصغت لهم زمر مافي مجالسهم

من منكر لاهتضام الشيخ مُنتَهر

أغراهم بِمُرِّبِّينَا وغرهم

امهالهم عن تَولِّى المال والعمرِ

أما دروا أنه والظلم يمهله

وأخذه يوم يأتى أخذ مقتدر

أما دروا أنَّ للاشياخ منتصرا

ما غاب أم حسبوه غير منتصرِ

يحجون سبهم للشيخ ضائره

كلا وسبهمُ للشيخ لم يَضَرِ

على الكِباسة هَانَت دَبرَةٌ وقَعت

إذ لا الكباسةُ تشكو وَقعَةَ الدبر

أريتكم أعلى أعلى الأصم عدا

أم قرن الأعصم نطح العصم للحجر

فليهجنا فلنا إن يهجنا بهمُ

حسن التأسى وحسنُ القفو للأثر

وما لنا بعد ما سُبت مشائخنا

في أن نصان عن العوراء من وطر

فالسب نشربه مذسبهم عسلا

وشارب المدح منا شارب الصِّبَر

ماذا عسينا إذا سبت مشائخنا

أن نكتسى من حُلَى الأمداح والحبر

فمدحهم إن أتَانا فهو مدحتنا

وسبهم إن أتَانَا آخرَ الخبرِ