تخطى ركبه الظلل القواء

تَخَطَّى رَكبُه الظلَلَ القَوَاءَ

وَلَم يَحبِس بِسَاحَتِهِ النِّواءَ

وَلَم يُسعِدهُ في التَّعرِيجِ حَتَّى

كَسته يَدُ الهَوَى العُذرِيِّ دَاءَ

فَعَاجَ على الطلولِ جَوَى وحَيَّا

ونادَاهَا فَلَم تُجِب النِّدَاءَ

فأذكَى النَّوى مُنثَلِماً وأغلَى

لَظَى زَفَرَاتِه فَبَكَى بُكَاءَ

فَصارَ مَصُونُ أدمُعِهِ مُذَالاً

كَأنَّ الجَفنَ قد جَفَن الصَّ

وَمَدَّتُهُ شُؤونٌ حفلٌ مَا

تَرَى لأَتَىِّ ثَرَّتِهَا إنتَهاءَ

كَأنَّ هَتُونَها تَهتَانُ وَطفَا

تَؤُمُّ بها الجَنُوبُ الجِرباءَ

فقال الركبُ صاحبُكم مُصَابٌ

أيَحجُو في البكاءِ له الشَّفَاء

فَقَلتُ نعم إِخَالُ بِه شفائِي

أَأنتم خِلتُمالغَدَر الوَفَاءَ

فقالوا ما الوفاءُ فقلتُ إلاَّ

تَكُونُوا طَالِبينَ يعتري العَزَاءَ

ذكرتُ وقَد تَوانَى الركُبِ لُبنَى

ولُبنَاها المُقَتَّرَ والكِبَاءَ

وأحورَهَا الغَضِيضَ الطرف الأَحوَى

وسهمَ لِحاظِ أجوِرِهَا المَضَاءَ

وألمَاها السَّدُوسِىَّ المَنَدَارِى

غَدَائِرُهُ ومُؤتزَرَّ طِوَاءَ

فَما لُبنَى على العِلاَّتِ إلاَّ

غَزَالٌ بَينَ رَبرَبِهِ تَرَاءَى

وإني واللَّيَالِى لاَعِبَاتٌ

بِمَن فِيهِنَّ أحسَنَ أو أسَاءَ

تَقَضَّت أزمُنَ العَفَلاَتِ عني

ومَا خَرَّقتُ عن بصِرَى الغِطَاء

فَهل يعتري من يَدِ الأهوَا تَفصَّ

فَاخَتَلِبَ المَشَقَّةَ والعَنَاء

واقتنَى إرعِواءً ليتَ شَعرِى

أمقدُورٌ أَن أقتني إرعوَاءَ

مَحضتُ مَوَدَّتِى لبنَى فَكَانَت

إذَا ما خِلتُها تَدنُو تَناءَى

وتَجعلُ وهو شِيمتُها إذَا مَا

أَتَيتُ أَزُورُهَا دُوني الدَّنَاءَ

فَقد ظلمتكَ بالإقصَاءِ لُبنَى

وأولَتكَ القَطيعَةَ والجَفَاءَ

وَبتَّت مِن مُمِرَّاتِ التَّصَابي

حِبَالكَ وأنتأت عنكَ إنتِئَاءَ

فَصَرِّمهَأ ولاتَكُ مُستَكِيناً

وأُمَّ الأتقياءَ الأذكِيَاءَ

بني المِفضالِ سِيَدآمِينَ تَامَن

من الإقصَا وتَستَطِبِ التَّوَاءَ

فَهُم ما بَينَ فَيَّاضٍ عُبَابٍ

تَوَلَّى فِي صُبَوَّتِهِ القَضَاءَ

تَعَلَّى الشِّيخَةَ العُلَمَاءَ طِفلاً

فَحازَ على مُعَاصِرِهِ العَلاَءَ

تَطَلَّبَ وَجهَ خَالِقِهِ فَمَا إِن

بِهِ طَلبَ الجِدَالَ ولاَ المِرَاءَ

حبي الأكوانَ يصرفها فَأَمسَى

بإِذنِ الله يفعل كيف شاء

وشيخٍ مَكَّ مِن شيخ تُدِيًَّا

مِنَ العِرفَانِ مُترَعَةً رِوآء

يُدِيرُ من الحقيقة كأسَ رَاحٍ

بِنَادِيهِ تُنَسِّيهش النِّسَاءَ

فما الدنيا تُضِيعُ له صباحا

بزينتها البتولِ ولا مَساءَ

وَندبٍ حَائِزٍ قَصَبَ التَّبَارِى

شَآ سُبَّاقَ حَلبَتِه عَدَاءَ

له الأسرَارُ قاذفةً جَنَاهَا

أسَرَّ بِحَسوِهِ مِنهُ ارتِغَاءَ

نَدِىِّ الكَفِّ صَيَّرَ دَارَ الأُخرَى

أمَامَ وَصيَّرَ الدُّنيَا وَرَاءَ

وحَبرٍ مَاجِدٍ شَهمٍ ذَكِىِّ

كَأنَّ إيَّاسَ قَلَّدَهُ الذَّكَاءَ

بِما أبدَى مِن اللَّبِكِ المُعَمَّى

عَنِ العُلَمَا إبتَداءً وانتِهَاءَ

وقُطبٍ دَاسَ أخمُصه الثَّرَيَا

فَجَاوَزَ في سُمُوَّتِهِ السماءَ

إذَا مَا رَاءَ مكرُمةً تَوَخَّى

أوَاخِيَهَا أم أمَّ لَها إخَاءَ

وإن رَاءَ الهُوَينَا نَارَعَنها

نَوارَ الدَّلوِ صَرَّمَتِ الرَّشَاءَ

وخَمرِىِّ الطِّبَاع عَلَيهِ سِيمَا

بِهِنَّ لِدَاتُه ارتَقَت ارتِقَاءَ

فَهذَا مِن مَنَاقِبهم قليلٌ

فَلَم يَسِعِ الثَّنَاءُ لها احتِوَاءَ

أُلاَكَ النَّاسُ بالقُربِ استَبَدُّوا

وقَد جَفَوُا الضلالةَ والهَوَاءَ

وَلَمَّا يَعجَبُوا بِصَلاتِهممَا

يَرَونَ صَلاَتَهُم إلاَّ مُكَاءَ

ولَيسُوا مِثلَ أقوَامٍ تَوَخَّوا

بِهَا العُجبَ المُضَلِّلَ والرِّيَاءَ

رِئَاءَ النَّاسِ يَأتُونَ المُصَلَّى

ولاَ يَأتُونَهُ إلاَّ رِئَاءَ

ثَنَائِي مَا حَيِيتُ لَهُم فَإني

أرَاهُم للثَّنَا أبداً حِجاءَ

فباركَ رَبَّنَا فِيهم وأولَى

لِشَانِىءِ قَد رَشَانِهمُ التَّواءَ

وأبقَاهُم نُجَومَ هُدىً لِسَارٍ

بليل لَم يُرَجِّ بِهِ اهتِدَاءَ

بجَاهِ المصطفي طه المُصفي

من الأكوانِ مَن عَلاَ الأنبِيَاءَ

عليه الدَّهرَ ما سَجَعت وغَنَّت

مُطوَّقَةُ بَأيكتِهَا غِنَاءَ

صلاةُ اللهِ والشُّم الطهارى

صَحَابِته الألَى نَالَوا السَّنَاءَ