رقاب العقل لو تدرين ما بي

رِقَابَ العَقلِ لو تدرينَ ما بي

بَكَيتش مهن اغترابي لاقترَابي

فإني ما أبيتُ الليلَ إلاَّ

وقلبي من غَرَامِكِ في اضطرابِ

يُذَكِّرُنِيكِ تَهتَافُ القَمَارِى

ويذكرنيكِ تَشحاجُ الغُرَاب

وإن ذَكَرتكِ نَفسِى في شَرَابٍ

اكَادُ أغُصُّ مِن ذاك الشرابِ

وإن رَفَعَ السَّرابُ على تَنَاءِ

بَلاَدكِ ظَلتُ مُرتَقِبَ السَّرَابِ

ولَم أكُ قَد نَأيتُكِ باختِيَارِى

ولم يَكُ عن قِلاَىَ لَكِ إغتَرَابي

لَعَمرُكِ ما نَأيتُكِ عن مَلاَلٍ

ولَكِن مَنجَنُونُ قَضاً جَرَى بي

وما قاَمَت مقَامَكِ لى تُرابٌ

وكيف وأنتِ فائقةُ التراب

وأترَابي لَدَيكِ وفيكِ أنسِى

ورُوحِى واحتِرَامِى واحتِرَابي

سَقضاكِ من الحَيَا الدَّلوي غَيَّثٌ

غزيرُ خَوالِفِ الأسرَابِ رَابِ

فَتُضحِى في الرَّوابشى والتَناهِى

تناويرُ الأزاهرِ كالزرابي

وتُحسَبُ من تَلِوِّنِها مساءاً

اعارَتهَا تُلوَّنَها الحِرَابي