سالت القطرة من كأسي التي

سالت القطرة من كأسي التي

هيكأسي وأنا الحاسي لماها

سالت القطرة من كاسي وما

شدّ تظمائي إلى برد نداها

أو لظاها فهي كأسي وحدها

وأنا وحدي على الدهر فتاها

هذه الكأس أنا شاربها

وهي تدرى أنني عبد طلاها

هذه الكأس رفوقٌ دائما

بالندامى فلماذا لا أراها

صرعت حسّى وأفنت يقظتي

ووجودي ومضت نحو مداها

تثبت العقل وتمحوه كما

شاء من فجر وف البدء ضياها

يا بنة الدنيا ومجلى حسنها

والردى العاصف من نار أساها

كيف لم ألقك يوما مثلما

لقى الناس الألى ذاقوا هواها

هم أساغوك وساغوك ندى

عبقريا ونعيما ورفاها

وأنا ما ذقت مما ذقته

منك إلا حرقا عشت أخاها

أنا يا كأسي التي أشقيتني

كأسك الحي عيونا وشفاها

وفؤاداً خافقاً ملتهبا

يتمنّاك على الدنيا إلها

نذر العمر لأحلام الطلا

وطوى العمر انتشاء وانتباها

نذر العمر لأحلام الطلا

وطوى العمر انتشاءً وانتباها

راضيا حينا وحينا ساخطا

قيد جبارين روحي وهواها

أنا يا كأسي التي أذبلتني

من سقى كرمك بالخمر القديم

أنا ساقيك فلا تستكثري

لحياتي قطرات من حميم

أتصبّاها لتحلو مثلما

يتصبى مرّة الرأى حميم

أنت يا كاسي وما أقربنى

منك في أعماق معناك الختيم

لا تكوني جمرات دائما

فأنا الشرب الحيّ والنديم

حيهلا يا كأس ما دام الهوى

ملء حباتك يفنى ويهيم

لا تغيبي مرة واحدةً

واسبحي يا كأس في سرى وهيم

قبّلي روحي وقلبي وانثرى

فوق أشواقي أفواف الغيوم

واذهبي بي عن موامي وحدتي

واسحقي ذاتي كما يهوى العليم

وانشري سحرك ملئى واجعلي

دون مثواك حميّاي العديم

وابعثي أسرار ما أسقيته

من يد النور وجدواه العميم

باعث الفيض الذي أغرقني

وطفا بي وهو بي برّ رحيم