ستهجى والهجاء له تليق

سُتُهجَى والهِجَاءُ لَهُ تَلِيقُ

لأنَّكَ بالهِجَاءِ حَرٍ خَلِيقُ

فَقَد وَافَيتَ مِن بَلَدٍ بَعِيدٍ

تَقُودُ بِكَ الحَمَاقَةُ أو تَسُوقُ

يُزَجِّيكَ الفُسُوقُ وأنتَ مَرؤٌ

جَدِيرٌ أَن يُزَجِّيهِ الفُسُوقُ

تُحَاوِلُ أَن تُغَادَرني عَيِيًّا

ولَيسَ لِمَا تُحَاوِلُهُ طَرِيقُ

فَإِنَّكَ بَاقِلٌ أو أنتَ أعيا

فَكَيفَ لأن تُعَارِضني تَتَوقُ

وتَزعُمُ أَنَّ شِعرَكَ مثل شِعرى

فَقُل هَيهَاتَ هَيهَاتَ العَقِيقُ

أطِيقُ إِذَا أرَدتُ الشِّعرَ يَوماً

عَلَى عِلاَّتِهِ مَالاَ تَطِيقُ

فَقَد جُرِّبتُ قَبلَكَ فِيهِ حتى

بَدَا أني البَصِيرُ بِهِ السَّبُوقُ

فَشِعرُكَ لَم يَكُن شِعراً عَتِيقاً

وإِنَّ الشِّعرَ أحسُنُه العَتِيقُ

ولَم تَكُ في مَعَادِنِه عَرِيقاً

وإني في مَعَادِنِهِ عَرِيقُ

فَلَو لاَقَيتني لَصَليتَ نَاراً

لَمَّا أَن قُلتَ خَائِنَهُ طَرِيقُ

ولَكِن جَرَّكَ الجُدَرِىٌّ عني

بِحَيثُ تَبِيضُ بِالقُنَنِ الأُنُوقُ

فَكُن إِمَّا سَلِمتَ أخاً شَفِيقاً

عَلَيه فَهُو عَلَيكَ أخٌ شَفِيقُ

بَدَا لِى أنَّ عَقلَكَ في إختِلاَلٍ

وأَنَّك لاَ تَرُوقُ ولاَ تَفُوقُ

وأَنَّكَ جَاهِلٌ لَم تَدرِ شَيئاً

وشِيمَتُكَ المَنَاكِرُ والنَّهِيقُ

وأخبَرني بِأنَّكَ لاَ تُصَلِّى

وَلَم تَكُ صَائِماً ثِقَةٌ صَدُوقُ

خَبُثتَ أصَالَةً وخَبُثتَ عِرقاً

كَذَاكَ الأصلُ تَتبَعُهُ العُرُوقُ