لقد كنت أحجو الناس جل إختلافهم

لَقَد كُنتُ أحجُو النَّاسَ جُلَّ إختِلاَفِهِم

لأجلِ إتِّباعِ الشَّرعِ في كُلِّ مَا وَقَع

ولَمَّا رَأيتُ النّاسَ قَد هَابَ بَعضهُم

إِمَامَةَ قُطبِ فَاقَ في العُلُم والوَرَع

وقَدَّمَ عَنهُ في الإمَامَةِ غَيرَهُ

تَبَيَّنتُ أنَّ الشَّرعَ لَيسَ بِمُتَّبَع

وأَنَّ لأََمرَاضِ القُلُوبِ تَمَكَّناً

من العَبدِ لَمَّا يَبقِ مِنهُ ولَمَّا يَدَع

وإِنَّ إمرءاً أَفنَى الشَّبَابَ مُجَدداً

لِدِينِ النبي الهَاشِمِىِّ وَمَا شَرَع

ونَالَ اليَدَ الطُّولَى عَلَى كُلِّ عَالِمٍ

وفي الحَوضِ مِن مَجدِ الحَقِيقَةِ قَد كَرَع

وَمَدَّ أتِىُّ الشَّيخِ أحمَدَ لُبَّهُ

فَأترِعَ بِالعِرفَانِ فَاشتَاقَ وأرتَفَع

وَرَقَّاهُ حََتَّى رَاقَهُ الشَّيخُ أحمَدٌ

وألبَسَهُ مِن حَوكِ هَيبَتِهِ خِلَع

وَرَدَّاهُ بِالعِلمِ اللُّدني بَعدَمَا

تَرَدَّى بِهِ كَسباً فَبَينَهُمَا جَمَع

إِذَا قالَ لَمَّا يُنكِرُ الشَّرعُ قَولَهُ

وكَانَ لِنَهجِ الصَّالِحِينَ قَد اتَّبَع

فَلَيسَ عَلَينَا أن نُنَازِعَ إِنَّمَا

يَحِقُّ عَلَينَا أن نَكُونَ لَهُ تَبَع

وكُلُّ امرِئٍ لم يَدرُسِ العِلمَ دَرسَهُ

ولم يَتَغلغَل فَالسُّكُوتُ لَهُ يَسَع

وإن قَالَ يَوماً قَائِلٌ نَهجُ مَالِكٍ

أبَاحَ لِهَذَا أولِذَلِكَ قَد مَنَع

فَقُل سَلهُ عَمَّا قُلتَهُ إِنَّ صَدرَهُ

تَجَمَّعَ فِيهِ المَذَاهِبِ مَا اجتَمَع

فَقَد كَانَ أدرَى بِالمَذَاهِبِ إِنَّهُ

لَمُجتِهِدُ الإِطلاَقِ إِن لَم يَكُ انقَطَع

خَلِيلِىِّ دَع إنكَارَ ما قد حبي بِهِ

ولاَ تَعزُ نَهجَ الهَاشِمِىِّ إِلى البِدَع

ولا تَشِمَن بَرقَ الهَوَى فَهوَ خُلَّبٌ

وشِم بَارِقَ الحَقِّ اليَمَاني إِن لَمَنَع

وإن تَكُ قَد َانكَرَت قَبلاً فَشَمِّرَن

إِلَى التَّوبِ يَنفَعُكَ المَتَابُ وكَم نَفَع

وبَادِر لِرَقعِ الخَرقِ قَبل إتِّسَاعِهِ

فَقَد كَانَ صَعباً رَقعُهُ بَعدَمَا اتَّسَع

وإن كُنتَ في الإنكَارِ صَادِقَ هِمَّةٍ

ولم يَكُ حَطٌ فِيكَ يُفضِى إِلَى القَذَع

فَمِل لِكَتَابِ اللهِ والسُّنُّةِ التى

بِها سَالِكٌ المَورِ المُضَلِّلِ مُرتَدَع

وسَل أهلَهَا عَنهَا الأُلَى أشتَهَرُوا بِهَا

فَمَا قَبِلُوا فَاقبَل وَمَا وَضَعُوهُ ضَع

وإِيَّاكَ مِن تَحكِيمِ رَأيِكِ دُونَهُم

فَتَجزَعَ إِذ لاَ يَنفَعُ الجَازِعَ الجَزَع

وأوِّل كَلاَمَ القَومِ في غَلَبَاتِهِم

بَمَا لاَقَ تَشرَب مِن مُدَامَتِهِم جُرَع

ولَيسَ كَلاَمُ القَومِ يُدرِكُ كُنهَهُ

مُجَانِبُه إِذ لَيسَ فِيهِ لَهُ طَمَع