هاج ما اكتن من دفين الدار

هَاجَ مَا اكتَنَّ مِن دَفِينِ الدَّار

طَلَلٌ باللِّوَى لِوَى الأوداءِ

وَنضَا الصبرَ والعزاءَ وأذكَى

نَارَ بَرحِ الأحزَانِ في الأحشاءِ

وانتَضَى الوجدَ والجوى والأسَى

والسُّدَ من جَفنِ مُقلَةِ الأقذَاءِ

وأفَاضَ الدَّمَوعَ تجري كما تجري

ثُقُوبِ المَفرِيةِ الوَفرَاءِ

طَلَلُ بَعدَ عَهدِ دَعد عَفَتهُ

النَّكبَاءِ والقُومَاءِ

عَطِلت جِيَدهُ اللَّيَالِى وَصَولاَ

تُ إنهِلاَلاَتِ الدِّيمَةِ الهَطلاَءِ

وَتَعَفَّت آياتُه واضمَحلَّت

وَتَرَدَّى مِن سَابِغَاتِ العَفاءِ

إن يَرُج قَفراً فِيهِ أدُمٌ عَوَاهِيجُ

وعِينٌ تَحنُو على الأطلاَءِ

لَم يَرَى الرَّائِى فِيهِ إلاَّ نؤياً

بَعدَ لأىٍ يَبدُو لَعَينِ الرَّائِى

فَلَكَم مَاسَ فِيهِ مِن ذَاتِ دَلٍّ

خَدلَةِ السَّاقِ بضَّةٍ حَورَاءِ

فَعمَةش الرِّدفِ لَدنَةِ القذَّ مِخلاَ

فِ المَواعِيدِ طَفلَةٍ عَدراءِ

غَادَةٍ غَصَّ مِعصَمَاهَا وحِجلاَ

هَا عَرُوبٍ وَهنَانَةٍ غَيدَاءِ

بِلَمَاهَا بَعدَ الكَرى طعم مَشجُو

جِ السَّوَارِى والشُّهدِ والصهباء

وَلَهَا نَغمَةٌ يَزِلُّ لها الأر

وَى وَيَنفَضُّ يَابسُ الصَّفوَاءِ

وَبَنَانُ خِضِيبِها من دم العُشَاقِ

قَد عُلِّلاَّ مِن الحِنَّاءِ

وَلَكَم زُرتُ فيه دَعداً وَدعدٌ

بَينَ أعدَاءَ هَمُّهُمُ إردَائِى

إنَّ دَعداً لم يُسلني العَذلُ عَنها

ومَلامِى في حبها إرَائِى

دَعدُ هَلاَّ شَفَيتِ قَلبَ مُعَنّى

مُستَجنٍّ مِن لاَعِدِ الأهوَاءِ

دَعدُ كَم بِتُّ مُغرَماً بِكِ مُشتَا

قاً سميراً للنجم والجَوزَاءِ

ولَكُم جُزتُ فَيلَقاً جَحفَلاً مَجراً

لِلِقيَاكِ كَانَ مِن اعدائى

دَعدُ إنني لم يُنسِنِيكِ التَّنَائِى

لاَ ولاَ طولٌ صَدِّكُم عَن لِقَائِى

فارحَمِى عَاشِقاً عَمِيداً اشجَتهُ

دَارِسَاتُ الأطلاَلِ والآنَاءِ

وَرَمَاهُ مِنكُم فَأصمَاهُ وَجداً

سَهمُ ألحَاظِ مُقلَةٍ نَجلاَءِ

وَموَامٍ مُغبرَّةِ الأرجَاءِ

نَائحَاتُ الأيوَامِ والأصدَاءِ

مًُنكَرَاتٍ لِلجَنِّ فيها عزيفٌ

كَإختِلاَطِ الضَّوضَاءِ بالضَّوضَاءِ

جُبتُ والليلُ مظلم فوق فَتلاَ

ءِ الدّراعين جَسرَةٍ وَجنَاءِ

حُرَّةٍ كالفَنِيقِ تَشتَاقُ عَن غِببتِ

السُّرَى لِلإرقَالِ والدَّيدَاءِ

وَتَبُدُّ الصَّعلَ الأشَّكَّ إذَا مَا العِيسُ

صَارَت حَسرَى مِنَ الإعيَاءِ

سَوفَ تَدني بَعدَ التَّرَامِى أسَابِيعَ

فَتَى الصِّدقِ غُرَّةِ الأندَاءِ

نَجلَ شَمسِ الهُدَى الإمَامِ أبي بِكِر

التَّقِى حَامِى السنة الغَرَّاءِ

مَن بِهِ المَجدُ شِيدَ بَعدِ إنهَدَامٍ

وبِهِ الغَىُّ هُدَّ بَعدَ البِنَاءِ

وبِهِ رَبعُ الجَهلُ آضَ يَبَاباً

وبِهِ العِلمُ ضَاءَ بَعدَ الخَفَاءِ

يَا مَلاَذَ اللَّهِيفِ في كُلِّ خَطبٍ

يَا كَرِيمَ الأمَّاتِ والآبَاءِ

يَا إيَاةَ الشمسين يا مجمَع البحرينِ

ياذَا التَّحذِيرِ والإغرَاءِ

يا ثِمَالَ الأيتَامِ والناسِ طُرّاً

يَا مُفِيضَ الآلاءِ في اللاَّوَاءِ

يَا إِمامَ الفُرَّاءِ في العِلم يَا مَن

هُو نِبَراسُ دُجيَةِ العَوصَاءِ

إنَّ لِى قَلباً خَيَّمَ الجَهلُ والفَسِقُ بِهِ

فَهُو عَيبةُ الأَصدَاءِ

مُتَوانٍ وَاهٍ عنِ الرشد والحُللا

سَرِيعاً لِلغَىِّ والعَورَاءِ

قَلَّدَ النفسَ والهَوَى مِنه جهلا

فَهُو مُغرًى بِفَاسِدِ الآرَاءِ

طَالَمَا كان مُغرَماً بتلاَحِينِ

مَزَامِيرِ القينَةِ

وارتِشَافِ الصَّهبَا وشَمَّ الخُزَامَى

مِن شِفَاهِ المَِيشُورَةِ اللَّميَاءِ

فَأجلُ أصدَا مِرآتِهِ وَاقَمة

بِثِقَافِ التَّأذِيبِ والإقرَاءِ

واَلِنهُ فَكَم الَنتَ بِذَكرَا

كَ قُلُوباً أقسَى مِنَ الصَّفوَاءِ

وَتَدَارَكهُ فَهوَ أشقَى إذَا لَم

يُتَدَارَك مِن عَاقِرِ الكُومَاءِ

وصلاةُ كالرَّاحِ وكَشَذَا المسكِ

على مَن خُصَّ بالإسرَاءِ

ما شَدَا وُرقُ الأيكِ فِيهِ وما حَننَ مِنَ

الوَجدِ المُستَهامِ النَّائِى