هويت فقالوا لي تسل أو ارعو

هَوِيتُ فَقَالُوا لِي تَسَلَّ أَو ارعَوِ

وكَيفُ تسَلِّي ذِي هَوًى بَعدَ أن هَوِي

كَلِفتُ بِمَن أسقَى فُؤَادِيَّ حُبُّهَا

غَرَامَينِ بَينِيًّا وآخَرَ مَغنَوِي

سَبَاني ظبي سَاحِرُ اللَّحظِ فَاتِرٌ

بِلَونَينِ فِيهِ أسنَوِىٍّ وأَلمَوِي

رُكًَامِيُّ أردَافٍ عُقَارِىُّ رِيقَةٍ

عَلَى المِسكِ واليَاقُوتِ والرَّاحِ مُحتَوِ

بَدَا لِيَ مِنهُ في تَدلُّلِهِ اجتِواً

وإني لِمَن هُوَّ اجتَوَاني لُمجتَوِ

جَفَاني بَلا ذَنبٍ لأرضاءِ غَادِرٍ

غَوِيٍّ وَأمسَى خَادِمَ الغَادِرِ الغَوِي

أُنَادِيهِ بِالمصبَاحِ مِثل مَفَازَةٍ

وَلَم يَدر اللهُ مَا هُو مَنتَوِ

أغَدَّارُ لاَ تَتعَب فَلَستَ بِشَاعِرٍ

فَصاحِب مَذَاقاً وَأحسُ حَيساً أو أدَّوِ

بُلِيتَ بِدَاءٍ مِن هِجَائِىَ مُعضِلٍ

دوي وَدَاءٍ فِيكَ مِن حُمُقٍ دوي

فَنَعلُكُ قَد زَلَّت وأصبَحَتَ هَاوياً

كَما قَد هَوَى مِن قُلَّةِ النِّيقِ مَنهَوِ

فَأصلُكَ مَذمُومٌ وَفرعُكَ ذِلَّةٌ

وَهُونُكً مُخضَرٌّ ومَجدُكَ قَد ذوي

وَبطنُكَ مَملُوءٌ وَضيفُكَ جَائِعٌ

وَفسِقُكَ مَنبي ودِينُكَ قَد خوي

ومَالُكُ مَحمىٌّ وعِرضُكُ ضَائِعٌ

وَهَجوُكُ مَنشُورٌ ومَدحُكَ مُنطَوِ

وَإن تُدعَ لِلجُلَّى انزَوَيتَ مُحَاذِراً

وَتَنقَادُ لِلعَورَاءِ وَمَدحُكَ مُنطُوِ

وَلَو كُنتَ حَيًّا مُتَّ انزَويتَ مُحَاذِراً

يَضُرُّ الهِجَاءُ الحَىَّ والبَشَرَ السوي

طَلَبتَ مِنَ الدَّجَّالِ هَدياً وَرِفعَةً

فَأُغرِقتَ في بَحرِ الضَّلاَلاَتِ والهوي

وَقَد خَسِرَ الدًّنيَا والآخرَةَ امرُؤٌ

أتَاهُ لأمرٍ دِنيوي أو أُخروي

أمَن ضَمَّ خُبثاً مَعنَوِيًّا وَظَاهِراً

إِلَى خُبثِ أصلٍ ظَاهِرِىٍّ وَمَعنوي

وحُلِّىءَ عَن بَحرِ التَّعَلُّمِ فَانثَنَى

وَطُرِّدَ عَن نَهجِ التَعَبُّدِ واجتوي

وَشُلَّ عَنِ التَّقوي إِلَى أن بَدَت بِ

عَلاَمَاتُ كُفرٍ بِالوِلاَيةِ احروي

فَلَستَ وَإن ظَنُّوكَ كٌفئاً مُكَافِئاً

فَلَيسَ النَّضِيرُ الغَضُّ كَالكَلأِ اللوي

وِإنَّ امرَءاً لَم يَغشَ مُقلَتَه العَمَى

ولَيسَ عَلَى المَذمُومِ مِن كَذِبٍ طوي

يَرى السِّيدَ في بَيدَائِهِ مُتضَوِّراً

مَعَ اللَّيثِ في عَرِّيسِهِ غَيرُ مُستوي