واسكب مدمع العينين وأذر

واسكب مَدمَعَ العَينَينِ وأذرِ

وغَادِرهُ مَدَى الأيامِ يَجرِي

فَذِي دُورُ الفَتَاةِ غَدَت يَبَاباً

حَكَت وَحياً بَدَا في ضِمنِ سَطرِ

فلا تَصُنِ الدُّمُوعَ بِها بَل أذرِ

بمَدمَعٍ مُستَهِلٍّ غَيرِ نَزرِ

وقُل لِلاَّئِم الاَّ حِيكَ هَلاَّ

كَفَفتَ العَذلَ إِنَّ العَذلَ يُعرى

فَكُفَّ اللَّومَ إني حِبُّ خُودٍ

أهِيمُ بِهَا على صَحوي وسُكرِى

ولا وَصلَ يُتَاحُ اليَومَ إِلاَّ

خَيَالاتٍ وإِلاَّ الطيف يَسرِى

وهَاتِيكَ المَنَازِلُ غَادَرَت في

سُوَيدَاءِ الفُؤَادِ صَلاَءَ جَمرِ

ودَاءُ الحُبِّ لاَ يَشفِيهِ إِلاَّ

تَدَانٍ أو وِصَالٍ بَعدَ هَجرِ

وإلاَّ نَصُّ عِيسٍ يُعمُلاَتٍ

لِكُلِّ مَفَازَةٍ بَهمَاءَ تفري

وإلاَّ مَدحُ مَلجَاِ كُلِّ عَانٍ

ومَن هُوَّ المُعَدُّ لِكُلِّ أمرِ

أيَا غَيثَ الضِّعَافِ ومَن نَدَاهُ

كمَوجِ البَحرِ بل بِالبَحرِ يُزرِى

ألاَ لاَزِلتَ تَكشِفُ كُلَّ ضُرٍ

وعَن ذِى الفَقرِ تُذهِبُ كُلَّ فَقرِ

وتَسقِى كُلَّ ذِى جَهلٍ مُرِبٍّ

كُئُوسَ العِلم لاَ شُهد وخَمرِ

أَيَا مَن فَاقَ أهلَ الشِّعرِ طُرًّا

وشُعرُ سِوَاكَ أمسَى غَيرَ شِعرِ

عَلَى أنَّ القَرِيضَ اليَومَ أضحَى

لُقًى في نَازِحِ الأقطَارِ قَفرِ

فَلاَ تَفخَر بِعِلمِ أبٍ وجَدٍّ

فَعِلمُ أَبٍ وجَدٍّ غَيرُ فَخرِ

ألاَ يَا طَالِباً في الشِّعرِ شَاوِي

تَأَخَّر وَيكَ إِنَّك لَستَ تَدرِى

مُبَارِى قَد جَهِلتَ الأمرَ جِدًّا

فَمَا لِلذِّيبِ والوِردُ الهِزَبرِ

تُهَدِّدني بِشِعرٍ كُلَّ آنٍ

وما الأشعَارُ إلا تَحتَ قَهرِ

فَمَا إِن تُدركُ الأَوتَأرُ مني

ألاَ إني لَدَرَّاكٌ لِوِترِآ

ألاَ يَا مُهدِى الأشعَارَ نَحوي

لقد أبدَأتَ وَيكَ بِأمرٍ إِمرِ

فَهذِى بِنتُ فِكرٍ قد أتَتكُم

مُهَذَّبَةً تُضِىءُ كَضَوءِ بَدرِ

تُزَفُّ إليكَ تَطلُبُ مَهراً

وغَيرُك مِنهُ لا تَرضَى بِمَهرِ

فَخُذهَا حَاكِيا فِيهَا حُلاَهَا

حُلَى عَذرَاءَ مِن ذَهَبٍ

تَهَيَأ لِلقَرِيضِ فَسَوفَ تُرمَى

بِكُلِّ قَصِيدَةٍ شَنعَاءَ بِكرِ

ولاَ أنفَكُّ أُهدِيهَنَّ حَتَّى

تُوَدَّعَ في الفَلاَةِ بَقَعرِ قبر

وحتى تَترُكَ الأشعَارَ قَسراً

وتُلفي مُهَاجِراً بِخَنًى وسُكرِ

على الهَادِى صَلاَةٌ مَا سَرَت في

مُتِيهَاتِ التَّنَائِفِ نُجبُ سَفرِ