أرى شعاعا على لبنان منبسطا

أرى شُعاعاً على لبنانَ منبسِطاً

زَعَمتُهُ وَضَحاً من شمسِ لبنان

هَدَى النفوسَ فلم تعثُر مبادئُها

ونَزَّه العلمَ لم يدنَسْ ببهتانِ

إِمَّا استمدَّ فرَدْحاً يستفيض هُدىً

في معهدٍ بجمال الروح ملآن

كالكهرباءةِ في أَسمى طبائِعها

روحٌ تَحجَّبُ خَلف النّيرِ الساني

بنون ملء الصبا كالطير دارجَةٌ

في الروض تحتَ ظلالٍ عند غُدرانِ

تفيَّأت وارِفاً واستمرأَتْ سَلِساً

ظِلاَّ لذي لَغْبٍ أو وردَ ظمآنِ

إذا هِيَ انطلقت من عُشّها فَرَقاً

رأيتَها أنسُراً في إثر عُقبانِ

كَسَت جَناحَينِ من دِينٍ ومن أدب

والسّر في الطير للسَّبْق الجناحانِ

دُنياكِ ثنتانِ أَخلاقٌ ومعرفةٌ

فهذّب العقلَ والأخلاقَ في آنِ

نَسْرٌ طوى الجوَّ لا يدنو فتُدرِكه

وشُعلةٌ من شعاعٍ وارفٍ دانِ

فالجوُّ أَفسَحُهُ للعزم أَضْيَقُه

وما يَضيقُ لغيرِ الخامل الواني

الصورتان شُعاع في مَبَاهِجهِ

والطيرُ سَبَّاقةٌ في الجو سيانِ

كلتاهما أَنتَ إشعاعاً وأجنحةً

كالكهرباءةَ في سرّ وإِعلانِ

بَعَثْتَها قوةً سمحاءَ فاندَلعَتْ

كأنَّ رمزاً لها استحقاقُ لبنانِ