أيهاذا الجبل الملهم سحرا

أيهاذا الجبلُ الملهم سحرا

أهُدًى ترسِلُ أم توقِدُ جمرا

ربَّ ذكرى آلمت ثم شفت

فهي كالوردةِ أشواكاً ونشرا

طفتَ بالماضي فكم لامستَ في

جوّه نجماً وكم لاقيتَ نَسرا

أأغانٍ هي آناً نشوةٌ

وهي آناً عِظَةٌ تعقب ذكرى

حارتِ الدنيا كما حرْنا بها

عَمْرَكَ الله أتاريخاً وَفَقْرا

ليتَ مَن أَلهمك الشعرَ قَضى

أنْ يكونَ المجدُ في الأمةِ ِشِعرا

وَطَني لو برَّ أهلوه بهِ

كان بالله وبالدنيا أبراً

لقي الحربَ ولاقته فَلَمْ

تزهُهُ صُغرى ولم يأبهْ لكبرى

ومشى والدهرَ ليلاً وضحى

وتلاقى والمُنى دُهماً وزُهرا

شَدَّ ما ذاقَ وقاسى فرأى

خِدَعَ الآمالِ أقسى وأمرّا

طافَ في عينيه حُلمٌ ولَدُنْ

فُتِحت عيناه كان الحلمُ مُرّا

تَجْمَعُ الساسةَ أو تَفرُقُهم

مائداتٌ جَمَعَت خيراً وشرا

كنَّ باسم السيف حُمراً من دمٍ

واستحلنَ اليومَ باسمِ السلم خُضرا

سائلِ الحقَّ هل الحقُّ سوى

دولةٍ قاهرةٍ بالسيفِ أخرى

إن ملكْتَ القوم فاملِكْ قلبهم

عَبَثاً تملِكُ حُبَّ الناس قَسْرا

يا أخي الشاعرَ غنَّيتَ على

نَغَم الأوتار أَمجاداً وفخرا

خذ جذوعَ الأرز مزماراً وقُمْ

فأَفِقْنا إن في الآذانِ وَقْرا

هل دَرى القادرُ في قُدرَتِه

أنَّ عبد الأمسِِ صار اليومَ حُرّاً

غنّ نشءَ اليومِ تبعثْه غداً

إنَّ لليل وإن طالَ لفجرا