إن دارا أنتن يا سيداتي

إن دارا أنتن يا سيداتي
في سماها كالأنجم الزاهرات
هي مثل السما بكل الصفات
فبهاها من أوجه باسمات
وسناها من هذه الطلعات
…
وهي كالروض رونقا وسرورا
قد طلعتن في رباها زهورا
فغدت تزدهي بكن جبورا
وغدونا بها نحاكي الطيورا
وغدا الشكر أطرب النغمات
…
وسلام لزائرينا الأفاضل
صفوة المجد والرواة الأماثل
سادة فيهم تعز المحافل
وبهم تفخر العلي والفضائل
إذ هم أهل هذه المكرمات
…
سادتي عفوكم فإن المقاما
يملأ النفس رهبة واحتراما
فإذا كنت لا أجيد الكلاما
فبعذر منكم أنال المراما
فاغدروني وسامحوا هفواتي
…
لم أقف بينكم بقصد التباهي
لا ولا ذاك رغبة بالجاه
إن ذا المحفل الكريم الزاهي
جامع الفضل والجمال الباهي
فيه مثلي أحق بالإنصات
…
فوقوفي في وسط هذا المكان
وفؤادي مواصل الخفقان
ليس إلا فرض إلا إليه دعاني
محفل زاهر ولست أراني
فيه إلا متمما واجباتي
…
وأرى خير واجب في يقيني
واجب الأمهات نحو البنين
إنما البنت مع توالي السنين
ستفوت الصبا وعهد الفتون
ونراها يوما من الأمهات
…
أيها ذي الفتاة إن الجمالا
مع عهد الشباب يذهب حالا
فانبذيه ولا ترومي المحالا
فالجمال الذي أراه كمالا
هو في مذهبي جمال الصفات
…
أيها ذي الفتاة إني أراك
لا تزالين في ربيع صباك
لا تكوني ولوعة ببهاك
فانظري في الشتاء غصن الأراك
عاريا من أوراقه النضرات
…
كان غصن الأراك يزهو رواء
حين كانت أوراقه خضراء
فغدا بعدها يقاسي الشقاء
فالعيون التي رواها بهاء
أصبحت تزدريه بالنظرات
…
إن يوما فيه تكونين أما
هو يوم يريك حسنك وهما
أنت تبغين في المدارس علما
فاجعلي العلم للذي هو أسمي
من جمال العيون والوجنات
…
أجعلي العلم هاديا ليريك
سبل الرشد كي تربي بنيك
خير علم أراه علم السلوك
فالجمال الفتان لا يكفيك
لتكوني سعيدة في الحياة
…
إجعلي العلم غاية أولية
لأماني حياتك الوالديه
واقرنيه إلى الخلال البهيه
واجمعيه مع المبادى القويه
والمبادى الشريفة الغايات
…
إجعلي العلم في الزمان العصيب
ملجا كي يقيك شر الخطوب
واستعيني على البلاء المريب
فيه فهو العزاء وقت الخطوب
وهو نور يجلو دجي الظلمات
…
أيها ذي الفتاة كوني كذلك
وأجعلي العلم زينة لجمالك
فهو تاج مكلل لخلالك
وهو في التاج درة لكمالك
وهو خير الحلى لكل فتاة
…
علمي ابنك المبادي الكريمه
وارشديه إلى الطريق القويمه
وابعديه عن الصفات الذميمه
واجعليه يعتاد كل عظيمه
من جليل الأعمال والنيات
…
علميه يا أمه أن يكون
رجلا صادقا وفيا أمينا
مخلصا في فعاله لا خوونا
وكريما بين الورى لا مهينا
ومحبا للبر والحسنات
…
علميه يا أمه الإقداما
لتريه شهما أبيا هماما
فيلاقي من الكرام احتراما
إنما يكرم العظيم العظاما
وكذا الفضل في جليل المآتي
…
عليمه هذي الصفات الحسانا
علميه العفاف والإحسانا
علميه أن لا يعيش مهانا
علميه أن لا يكون جبانا
عوديه على الوفا والثبات
…
علميه من قبل هذي الخلال
أن حب الأوطان أسمى الخصال
إن أما تسعى لهذا الكمال
بفتاها تراه خير الرجال
وهي بالحق أفضل الوالدات
…
أيها ذي الفتاة كل بلاد
ترتقي بالنساء ذات الرشاد
فأضيفي للعلم هذي المبادي
لتقومي بواجب الأولاد
فهو عندي من أقدس الواجبات
…
- Advertisement -