قفا على ضفة المينا فنسقيها

قفا على ضفةٍ المينا فنسقيها

مدامعاً فاضَ مثلَ البحرِ جاريها

هناك تجري سهامٌ قدرٌ

يرمي بها المجدَ يالله راميها

جرت ظهيرة يوم السبت ماخرة

تسابق الريح جرياً في مراميها

بخارها كعمودٍ قام منتصباً

يدقُّ في كبد الزرقا دراريها

ولا أُبالغُ فالراياتُ تشهدُ لي

أَن الهلال مقيمٌ فوقَ صاريها

فلم تكن لحظةُ حتى رأَيتُ بها

سهامَ في اللُجِّ قد أَلقَتْ مراسيها

يا نخلةً من ربى الأفضال قد قُصفت

أثمارها لم تزل تدنو مجانيها

نبكيك دوماً أيا أنطونُ ما برحت

ذكراك يعبقُ في الآفاق ذاكيها

إنا على البعدِ ما ناحت مطوَّقَةٌ

نرثي سهاماً ونبكي من قضى فيها