مشى مع الدهر وأجياله

مشى مع الدهرِ وأجيالِهِ

يكلأُهُ اللهُ ويرعاهُ

وتقرأ الدنيا أساطيرها

مدوّناتٍ في حَناياه

مسلسلاتٍ قصّةً قصةً

كأنّما الأوراقُ أفواهُ

فَيَّأْ فخرَ الدين يَومَ انتهى

منه إليه العزُّ والجاهُ

أعظِمْ بفخرِ الدينِ من سيّدٍ

صاحَبَهُ المجدُ وآخاهُ

أوحى إليه النَّصرُ أياتِهِ

فصدّقَ الوَحيَ فأملاهُ

أملاه بالسيفِ على جُنده

فكانت الرسْلَ سَراياهُ

ننافِس الشرقَِ بتأريخه

ونَجْبَهُ الغربَ بذكراهُ

حلَفتُ بالأرز وتأريخه

أقصاهُ في المجد لأقصاهُ

وبالجبالِ الشُّمّ من حولِهِ

تُلامِسُ النجمَ بعَلياهُ

وبالدمِ المسفوك من أجلِهِ

أطيَبِه أصلاً وأزكاهُ

ما دوّنَ المجدُ لأبنائِه

أكْرمَ مما دَوّنَ ابناه

قيلَ فِدى لبنانَ قالا أجلْ

بالأنْفَسِ الأغلى فديناهُ

ماتا كما شاءَ الوفا مِنهُما

والخالدانِ المجدُ واللهُ

وقفتُ بالأرزِ وكم موقفٍ

برّح بالقلبِ وأشجاهُ

أقول للأرز وفي ظلّهِ

قبرٌ بأيدينا حفرناهُ

يا أرزُ فَيّئْ مجدَنا في الثرى

أَلاَ ترى أنَّا دَفَنّاهُ

يا أيُّها القَبرُ الذي آنَسَا

في وحشةِ الظلماءِ مثواهُ

ضمَ الشبابَ الغضَّ في جوفِهِ

فحدَّثتْ بالطيب أرجاهُ

لبنانُ فدّاك بنو خازنٍ

وما لمن فدّاك أشباهُ

لمّا سألنا المجدَ عن مجدِهِمْ

حدَّثَنَا الأرزُ وريَّاهُ