وقفت حيال النعش وقفة خاشع

وقفتُ حيالَ النعش وقفَةَ خاشعٍ

فأكبرت ما في النعش من عظماتِ

أرى السؤددَ الأسنى طريفاً وتالداً

توسًّد جنب الفضل والحسناتِ

أرى العطف والمعروف والجاه والوفا

معانَي قد صارت إلى كلماتِ

شمائل ساءلنا الرياض حديثها

فحدَّثَ عنها الزهرُ بالنفحاتِ

مفاخرُ لبنانٍ أشاد بذكرها

وغنى بها حورانُ في الفلواتِ

صحائف من تاريخ مجدٍ مؤثَّلٍ

طواها الردى من جملة الصفحاتِ

ألا في سبيل الله أكرم راحلٍ

تَبَدّله لبنان بعض رفاتِ

قضى وهو بالذِّكر الجميل مُخَلَّدٌ

كأنْ لم يَفُزْ منه الثرى بمماتِ

تغمده الرحمن بالعفو والرضا

وجادت ثراه ديمة الرحماتِ