يا يومه ما فيك غير مدامع

يا يومَه ما فيكَ غيرُ مدامعٍ

تذري وغيرُ تلهُّفٍ وحنانِ

طُفنا به وريَدٌ تعالج أدمعاً

ويدٌ لقلبٍ دائم الخفقانِ

حتى إذا هدأ الوجيفُ وأمسكَتْ

حِيناً مدامعُنَا عن التهتانِ

وتخشعت منَّا النفوسُ يَهُولُها

ما في المَنِيّة من جلال الشانِ

وَثَبَتْ إلى المُقَلِ القلوبُ تشوّقاً

وغدت ترفّ عليه بالأجفانِ

مَن قال يوماً قبل يومِك يا ترى

إن القلوب مكانُها العَينانِ

يا مُفْنيَ الصبرَ الجميلَ لو أنّه

يفنى عليك ولا تكون الفاني

يا مُصعِدَ الزفرات لو صعَّدتَها

وَوَقَت حياتك حسرة اللهفانِ

يا مؤنسَ الموتى بمدرجَة الفنا

آنستهم يا موحِشَ الأوطانِ

يا نعم هاتيكَ الصفات حَوَيتَها

وقَضَيت وهْيَ حديثُ كلّ لسانِ

لو كفَّنوك بها غُنيت بِطيبها

عن رائعاتِ الطّيب في الأكفانِ