أنا الفتى من بني الصياد لي نسب

أنا الفتَى من بني الصَّيَّادِ لي نَسَبٌ

طِرازُهُ في صِحافِ الغيبِ مُرتَسِمُ

من مُفردٍ عَلَمٍ عن مُفردٍ عَلَمٍ

وكلُّنا في التَّدلِّي المُفْرَدُ العَلَمُ

قلْ للجَهولِ تنبَّهْ نحنُ طائفَةٌ

ما راعَ قلبَ أَبيها في الوَرَى صَنَمُ

إِن قام قائِمُنا فالعِزُّ يكنفُهُ

وتنْجَلي عن مَعاني نُطْقِهِ الحكَمُ

وليس قولُكَ مَن هذا بضائِرِهِ

العُرْبُ تعرِفُ من أَنكَرَتْ والعجمُ

أَفرَطْتَ في قولِ من هذا ورُحْتَ على

مِنهاجِ قومٍ بأَغمارِ الضَّلالِ عَمُوا

هذا ابنُ فاطمةٍ إِن كنتَ تجهلُهُ

بجَدِّهِ أَنبياءُ اللهِ قد خُتِموا

قلبٌ تَرَوْنقَ بالعِرفانِ محضرُهُ

وراحَةٌ سالَ من فَيَّاضِها الكَرَمُ

ما قالَ لا قطُّ إِلاَّ في تشهُّدِهِ

لولا التَّشهُّدُ كانت لاؤُهُ نَعَمُ

من أُمَّةٍ أَعظَمَ الرَّحمنُ مشهَدَهُمْ

ودون أقدامِهِمْ في المُرتَقى الأُمَمُ

من مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ وبغضُهُمْ

كفرٌ وقربُهُمْ منجًى ومُعتَصَمُ

لا يمكُثُ الجُّودُ إِلاَّ في أَماكِنِهِمْ

ولا يُوازيهُمُو آلٌ ولو عَظُموا

لا يَستطيعُ جَوادٌ بعد غايَتِهِمْ

ولا يُدانيهُمُو قومٌ وإِن كَرُموا

قومي الذين بهِمْ تَخْتالُ سِلْسِلَتي

فَخراً يُطرِّزُهُ الأَطْوارُ والشِّيَمُ

كم هاجَمَتْهُمْ أُناسٌ حُسَّدٌ لهُمْ

رُدُّوا بخُسْرانِهِمْ حَقراً وقد نَدِموا

نحنُ الَّذي تَعرفُ البَطْحاءُ وطأَتَنا

والبيتُ يَعرِفُنا والحِلُّ والحَرَمُ

مذْ قسَّمَ النَّاسَ ربِّي حينَ صوَّرَهُمْ

للنَّارِ أَعداؤنا في غَيْبِهِمْ قُسِموا

في كلِّ قلبٍ لنا من كلِّ زاوِيَةٍ

بحرٌ من المَدَدِ الفَيَّاضِ مُلْتَطِمُ

لم يُلْفَ في مَعْرَكِ الفُرسانِ إِن هَجَمَتْ

منَّا لذي الحربِ إِلاَّ الفاتِكُ القَرِمُ

لنا على كلِّ مَجْدولٍ برَفْرَفَةٍ

غَيْبِيَّةٍ في مَجالي نشرِها رَقَمُ

الحمدُ للهِ هذي كُلُّها نِعَمٌ

من حقِّ مُحْسِنِها أن تُشكَرَ النِّعَمُ