أورد الدلو لعقد الكرب

أَورِدِ الدَّلوَ لعَقْدِ الكَرَبِ

واحْكِ لي أَخبارَ قوم العَرَبِ

وانْشُرْنَ نشرَ شَذا سيرَتِهِمْ

واطْفِ لي بالنَّشرِ منها لَهَبي

وأَعِدْها لا تُحاذِرْ مَللاً

من أَخي هُبٍّ على الحُبِّ رُبِي

شيمَةُ القلبِ انْقِلابٌ وأَنا

ليَ قلبٌ ليسَ بالمُنْقَلِبِ

والذي ثبَّتَني في حُبِّهِمْ

أَنا أَفديهِمْ بأُمِّي وأَبي

ما أُحَيْلى نَهلةً من كأسِهِمْ

لعِبَتْ بي خَلِّها تلعَبُ بي

أَسكرَتْني فطوَتْ بي نشرَهُمْ

يا لِنشرٍ فيه طيُّ العَجَبِ

يا حُوَيْدي العِيسِ إِن سِرْتَ دُجاً

لبِطاحِ الشَّرقِ دونَ الكُثُبِ

رقرِقِ الصَّوتَ وقل للرَّكبِ طِرْ

ما على طُلاَّبهِمْ من تَعَبِ

وإِذا وافَيْتَ بطْحَا واسِطٍ

للصُّدَيْرِ الأَخضرِ المُنْحَدِبِ

وترقَّيْتَ بشوقٍ صاعِداً

لقِبابٍ هُنَّ خيرُ القُبَبِ

فالْثِمِ الأَعتابَ وادخلْ خاشِعاً

حضرَةَ الغَوْثِ الكبيرِ القُطُبِ

سيِّدُ القومِ إِمامُ الأَولِيا

مفخَرُ السَّاداتِ غالي النَّسَبِ

لاثِمٌ راحَةَ طَهَ جَدِّهِ

بينَ جمٍّ من أُلوفٍ نُجُبِ

طمَّ أَكنافَ الوَرَى أَخبارُها

ملأَتْ بالنَّقلِ بيضَ الكُتُبِ

أَتَرى هذا مَقالاً عَجَباً

كم لطَهَ وابنِهِ من عَجَبِ

حضرَةٌ أَفعَمَتِ الكونَ سَناً

جلْجَلَتْ ما بينَ ابنٍ وأَبِ

أَكرَمَ اللهُ تعالى حزبَنا

بالرِّفاعِيِّ الجَليلِ الحَسَبِ

نائِبُ المُخْتارِ في مظهرِهِ

خارِقُ العاداتِ يومَ النُّوَبِ

بطَلُ القومِ وجحجاحُ الحِمى

هاشِمِيُّ النَّزعَةِ المطَّلِبي

لو ذكَرْناهُ على مَيْتٍ عَفا

قامَ يسعَى بطِرازٍ مُذَهَّبِ

كتَبَ اللهُ بألواحِ العَما

سطْرَ قُدْسٍ بالعِناياتِ حُبِّي

أنَّه يُحْيى بعَليا أَحمدٍ

نوبَةَ الهادي الحَبيبِ العَرَبي

وبحمد اللهِ قد جاءَت لنا

تَنْجلي في ذَيْلِها المُنْسَحِبِ

لمعَتْ شمساً ولكنْ طوَتْ

كوكَباً مُنْبَجِساً عن كوكَبِ