أيها الفجر النسيمات شذت

أيُّها الفجرُ النُّسَيْماتُ شَذتْ

عنكَ مِسكاً حينَما لُحْتَ صَباحا

فاسْتُرِ الوجدَ علينا كَرماً

قَدْ فَضحْتَ اليومَ بالنُّورِ البِطاحا

ما رأتْكَ العينُ من أهلِ الهَوَى

رَمشةً إِلاَّ ومنها الدَّمعُ ساحا

ولَعَمْري كُلَّما ضِئْتَ لهُم

كُلُّهمْ ناحَ وبالأشجانِ صاحا

قَدْ بَرزتْ اليومَ من بطْنِ الدُّجى

وقدِ اسْتَطْلعْتَ أسراراً صِراحا

فيكَ معنًى بارعٌ في سرِّهِ

كَلماتٌ رُحْنَ يُلْكِنَّ الفِصاحا

أنتَ قَدْ شابهْتَ مِصباحَ الهُدى

وهو يعْلو لم نَقُلْ حاكى الصَّباحا

فاحفَظِ العهدَ لنا واذْكر به

مَدْمعاً قَدْ رشَّ في الرَّوضِ الأقاحا

وإذا وافيتَ منْ شابَهْتَهُ

فارْوِ عنَّا لوْعةَ الوجدِ صِياحا

واغْتنِمْ يا فجرُ فضْلاً أجرَنا

زادكَ اللهُ انْبِلاجاً واتِّضاحا