بالله يا أيها الساري العشية لم

باللهِ يا أيُّها السَّاري العَشِيَّةِ لمْ

يبرَحْ مُجِدًّا تَكيلُ القَفْرَ أَذرُعُهُ

طارَتْ جنائبُهُ والعَجُّ منعَقِدٌ

عليه واللَّيلُ مَقْفولٌ مدرَّعُهُ

يَمَّمْتَ طيبَةَ مُشتاقاً أخا وَلَهٍ

وإنَّما الصَّبُّ صوبُ الحِبِّ يولِعُهُ

رِفقاً بشأنِ رفيقٍ كلُّهُ لهَفٌ

والعزمُ يوصِلُهُ والحظُّ يقْطَعُهُ

تكادُ تحرِقُهُ الأَشواقُ ما ذُكِرَتْ

أَرجاءُ طيبَةَ إِلاَّ انْهَلَّ مدْمَعُهُ

يَئِنُّ أنَّةَ ملْسوعٍ ولا عَجَبٌ

أَراقِمُ الهجْرِ والَهْفاهُ تلْسَعُهُ

يَحُطُّهُ الآهُ مبهوتاً ويرفَعُهُ

والصِدقُ والعَجزُ يُعطيهِ ويمنَعُهُ

ناشَدْتُكَ اللهَ إِلاَّ ما رَفَقْتَ به

وسِرتَ مهلاً عَسى يَهْدا تَفَجُّعُهُ

وعلَّ دهراً بسهْمِ الهجرِ فرَّقَهُ

بنفْحَةِ اللُّطْفِ والتَّقريبِ يجمعُهُ

وخذْ حَنينَ مُحِبٍّ هزَّ رَكْبَكَ من

أَطرافِهِ الحَنُّ والأَطرافُ تسمَعُهُ

ورُحْ أَميناً بعينِ اللهِ فوقَكَ من

مُرَفْرَفِ العَوْنِ أَسْناهُ وأَنفَعُهُ