بين الكتائب والكثبان جلجلة

بينَ الكَتائِبِ والكُثْبانِ جَلْجَلَةٌ

تَهُزُّ قلباً مَتيناً كلُّهُ شِيَمُ

رَنَّاتُ أَسرارِ أَحوالٍ يرَنِّحُها

من طِينِها بأَساليبِ الهوَى نَغَمُ

فالأَنُّ مرتفِعٌ والحَنُّ منحدِرٌ

والجمرُ ملتَهِبٌ والبحرُ ملْتَطِمُ

أَقولُ واللَّيلُ في غَلغالِ عتمَتِهِ

يا ليلُ طُلْ ففُؤادي حَشْوُهُ همَمُ

صَبري جَليلٌ جميلٌ ثابِتٌ رَصِنٌ

وفي المحبَّةِ ما زلَّتْ به القَدَمُ

يا ليلُ تزعُمُ أَنِّي الآنَ نلتُ هوًى

في كلِّ آوِنَةٍ أَحيى وأَنعَدِمُ

سَلِ الفَريقَ الذي أَبكي لفرقَتِهِ

كم طاف منِّي بأَطْرافِ الفريقِ دَمُ

بعَثْتُ روحي إلى أَركانِ ساحتَهِمْ

تُمسي وتُصبحُ والأَركانَ تستَلِمُ

هوِّنْ عليكَ وطُلْ ما شِئتَ شِمْتَ فتًى

نارُ الخَليلِ به يا ليلُ تضْطَرِمُ

تُؤمِّلُ النَّومَ منِّي منكَ واعَجَبي

أَنَّى تَنامُ عُيونٌ دمعُها دِيَمُ

أَنا امرؤٌ تُرهِبُ الأَيَّام زفْرَتُهُ

واللَّيلُ منه لبَرِّ الفجرِ ينهزِمُ

إِن كانَ مسَّ جُفوني في الهَوى وَسَنٌ

كما زعمْتَ فلا شُدَّتْ بيَ الحُزُمُ

ولا تبِعْتُ جُدودي في مَفاخِرِهِمْ

ولا تَباهى بإِرْثي الحِجْرُ والحَرَمُ

ولا أَفاضَتْ لأَصحابِ القُلُوبِ يَدي

ولا سعتْ بي إلى صدرِ العُلى القَدَمُ

أَنا ابنُ قومٍ إذا قالتْ مُعَرِّجَةٌ

في الأَرضِ من خيرُ أهلِ الأَرضِ قيلَ هُمُ

أَنا المُسَلْسَلُ من أَفلاذِ فاطمةٍ

بنت النَّبيِّ الذي يُعْزى له الكَرَمُ

نِيابَتي عن رسولِ اللهِ ثابتَةٌ

بها أَساطينُ علمِ الله قد عَلِموا

ورِثْتُ شيخاً ببطْحاءِ العِراقِ له

مَنابِرُ الحالِ والبُرْهانِ والعَلَمُ

حوِّلْ لسانَكَ يا ليلَ الدُّجى وأَمِطْ

عنكَ النِّقابَ فعَزْمي الأَوفَرُ العَزِمُ

أَنا وأَنتَ لأشواقٍ وزمزَمَةٍ

على طَريقَيْنِ في الأَمرَيْنِ ننقَسِمُ

ولهفَةِ الحُبِّ في قلبي ومَوْطِنِها

وإِنَّه قَسَمٌ أَنعِمْ به قَسَمُ

لي قِسمَةٌ في طِيني مُخَمَّرَةٌ

والحاصِلاتُ لَعَمْري كلُّها قِسَمُ