رقرق الكأس حبيبي

رقْرَقَ الكَأسُ حَبيبي

وروَى منَّا الجُموعْ

فمَزَجْنا الخمرَ لهْفاً

بأَفانينِ الدُّموعْ

وتَداعَيْنا سُكارَى

والهوَى شيءٌ عَجيبْ

وتَمايَلْنا حَيارَى

ضمنَ أَثوابِ الوُلوعْ

قد صَبَبْنا الدَّمعَ صَبًّا

وانْطَوَيْنا بالأَنينْ

وجَعَلْنا الكَوْنَ سَلباً

هكَذا دينُ الخُشوعْ

وثَمِلْنا عن غَرامٍ

ومَحَقْنا الكائِناتْ

وانْطَمَسْنا بهُيامٍ

وسُجودٍ ورُكوعْ

زَمْزَمَ الحادي علينا

بإِشاراتِ الحَبيبْ

والْتَوى لُطْفاً إلينا

ففَنِينا بالخُضوعْ

سكَنَ الوجدُ كَميناً

وله فينا قَرارْ

ومضَى الرَّكْبُ أَميناً

بالَّذي تَطْوي الضُّلوعْ

دمدَمَ الرُّكْبانُ وجداً

بينَ فقدٍ وحُضورْ

وتَلا الخِلاَّنَ عهداً

نَصُّهُ لهْفٌ وجوعْ

وبأَشْجانٍ سَرَيْنا

وبِنا ثارَ الغَرامْ

ونُشِرْنا وانْطَوَيْنا

حينَ حرَّمْنا الرُّجوعْ

برَزَ السَّاقي وحَيَّى

بعد أن طالَ السَّفرْ

وشَذا نَشْرِ الحُمَيَّا

ما لنا منه هُجوعْ

هذه آثارُ حِبِّي

عَرَفَتْها العارِفونْ

بينَ إيجابٍ وسلْبٍ

فجرُها زاهي الطُّلوعْ